كان يكره أن يختم في أقل من ثلاث وقال بعد تخريجه رواته ثقات إلَّا أن في سنده انقطاعًا وأخرجه ابن أبي داود من وجه آخر عن معاذ أيضًا وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود عن ابن مسعود لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث وأخرج أبو داود من طرق عن ابن مسعود من قوله ومن فعله ومن طرف جماعة من التابعين أنهم كانوا يقرأون كذلك منهم إبراهيم النخعي وأبو إسحاق وطلحة بن مصرف وحبيب بن أبي ثابت وجاء في ذلك خبر مرفوع من عبد الله بن عمرو قال أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أقرأ القرآن في أقل من ثلاث، عبد الرحمن بن زياد أحد رواته فيه مقال لكن له شاهد من حديث سعد بن المنذر أخرجه أحمد وأبو عبيد وابن أبي داود أنه قال قلت يا رسول أقرأ القرآن في ثلاث قال نعم إن استطعت فكان سعد رضي الله عنه يقرأه كذلك زاد ابن أبي داود حتى توفي وليس لسعد بن المنذر إلَّا هذا الحديث.
تنبيه
لم يذكر الشيخ من كان يقرأ في ليلتين وقد عقد له ابن أبي داود بابًا وأورد فيه عن الأسود بن يزيد النخعي أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وسنده صحيح وأخرج الحافظ من طريق الدارمي عن سعيد بن جبير أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين قال وأخرجه ابن أبي داود وأخرج ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه كان يفعل ذلك ومن طريق واصل بن سليمان قال صحبت عطاء بن السائب فكان يختم القرآن في كل ليلتين. قوله (وختَم جمَاعة في كل يْومٍ ولَيلةٍ ختمتَينِ) قال في التبيان منهم عثمان بن عفان وتميم الداري رضي الله عنهما وسعيد بن جبير ومَجاهد والشافعي وآخرون قال الحافظ كأن الشيخ يشير بقوله وجماعة الخ. إلى الحديث الذي جاء عن مسلم بن مخراق قال قلت لعائشة إن رجالًا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثًا فقالت قرأوا ولم يقرأوا كنت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة التمام فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فلا يمر بآية فيها استبشار إلَّا دعا ورغب ولا بآية فيها تخويف إلّا دعا واستعاذ والحديث حسن أخرجه ابن أبي داود وأخرج أحمد المرفوع منه فقط وللمرفوع شاهد صحيح عند مسلم عن حذيفة في قيامه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل وفيه فقرأ البقرة والنساء وآل عمران إذا مر بآية فيها تسبيح