للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطاء وضمها، أي يقطُر كما صرح به في الرواية التي تأتي بعد هذه. وهذه الجملة حال.

قوله: (وَقَدِ اغْتَسَلَ) الجملةُ حال أيضاً.

قوله: (مَاءً) نُصِبَ على التمييز، وفي رواية الدارقطني من وجه آخر عن أبي هريرة: ((فقال: إني كنت جُنُبًا فنسيت أن أغتسل)).

وفي هذا الحديث من الفوائد غيرُ ما مضى في كتاب الغسل: جواز النسيان على الأنبياء في أمر العبادة لأجل التشريع. قلتُ: يدلل عليه السلام في قوله عليه السلام: ((إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون))، وحديثُ ذي اليدين لَمَّا صلى عليه السلام الظهر ركعتين. انتهى.

وفيه: طهارة الماء المستعمَل. وجوازُ الفصل بين الإقامة والصلاة، لأنَّ قوله: ((فصلى)) ظاهرٌ في أن الإقامة لم تُعَد، والظاهر أنه مقيد بالضرورة وأمْنِ خروج الوقت، وعن مالك: إذا بعُدت الإقامةُ من الإحرام تُعاد. وينبغي أن يُحمل على ما لم يكن عذر.

وفيه: أنه لا حياء في أمر الدين، وسبيلُ من غُلِبَ أن يأتيَ بعذر موهِمٍ كأنْ يُمسك بأنفِه ليوهِم أنه رعِف.

وفيه: جواز انتظار المأمومين مجيء الإمام قيامًا، وهو غير القيام المنهي عنه في حديث أبي قتادة.

وأنه لا يجب (١) على من احتلم في المسجد فأراد الخروج منه أن يتيمم، كما تقدم في الغسل.

وفيه: جواز الكلام بين الإقامة والصلاة، وسيأتي في باب مفرد.

وفيه: جواز تأخير الجنب الغسل عن وقت الحدث.

قلتُ: وفيه جواز الخروج من المسجد بعد الأذان للضرورة الشرعية.

وفيه: تأخيرُ تكبير المأمومين عن تكبير الإمام.

وفيه: أمر الإمام المأمومين بانتظاره إذا أراد العَوْدَ إِليهم عن قريب. طواعيةُ الجماعة الإمام إذا أمرهم بانتظاره وقد بوَّب فيه في هذا الباب الذي بعد هذا.

وفيه: سرعة الإمام في غسله إذا كان الجماعة ينتظرونه. انتهى.

قال شيخنا: وقع في النسخ: قيل لأبي عبد الله - أي البخاري -: إذا وقع هذا لأحدنا يفعل هذا؟ قال: نعم. قيل (٢) : ينتظرون الإمام قيامًا أو قعودًا؟ قال: إن كان قبل التكبير فلا بأس أن يقعدوا وإن كان بعد التكبير انتظروه قيامًا. ووقع في بعضها في آخر الباب الذي بعده. انتهى.

(٢٥) بَابٌ: إِذَا قَالَ الإِمَامُ: مَكَانَكُمْ حَتَّى نَرْجِعَ انْتَظَرُوهُ

أي هذا باب يُذكر فيه إذا قال الإمام للجماعة: اِلزموا مكانكم حتى نرجع.

قوله: (انتَظَرُوه) على صيغة الماضي جوابُ (إذَا).

قال شيخنا: هذا اللفظ في رواية يونس عن الزهري كما مضى في الغسُل.

قال العيني: ليس هكذا اللفظ في رواية يونس، فإنَّ لفظه: ((فقال لنا: مكانَكم، ثم رجع)). ولو قال: هذا اللفظ أخذَه من معنى رواية يونس. لكان أصوب. انتهى.

قوله: (حتى نَرجِعَ) بالنون في رواية الكُشْمِيهَني، وبالهمزة: <أرجع> للأصيلي، والباقين: <حتى يرجع> بالياء آخر الحروف، وعل كل حالٍ هو منصوب بأنْ المقدَّرة.

٦٤٠ - قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ) هكذا وقع غيرَ منسوب في جميع الروايات، قال الغساني: لعله إسحاق بن منصور، وجوزه ابن طاهر، وجزم به


(١) في (الأصل) : ((وأنه يجب)) والصواب ((وأنه لا يجب)).
(٢) ((قيل)) ليست في (الأصل)، والصواب إثباتها.

<<  <   >  >>