للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلاة العصر: عن جرير.

قوله: (كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُّونَ أَوْ لَا تُضَاهُوْنَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثمَّ قَالَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: ١٣٠]).

مطابقته للترجمة في قوله: (عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) وقد مرَّ هذا الحديث في باب فضل صلاة العصر، رواه هناك عن الحميد عن مروان بن معاوية عن إسماعيل عن قيس عن جرير، وههنا عن مُسَدَّد عن يحيى عن إسماعيل عن قيس عن جرير، وقد ذكرنا هناك متعلَّقات الحديث كلِّها، قوله: (أَوْ لَا تُضَاهُوْنَ) من المضاهاة وهي المشابهة، قال النَّوَوي: معناه لا يُشَبَّه عليكم ولا ترتابون فيه.

٥٧٤ - قوله: (حَدَّثَنَا هُدْبَة بْنُ خَالِدٍ) أي -بضمِّ الهاء وسكون الدال المهملة وبالباء الموحدة- ابن خالد القيسي البصري الحافظ، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.

قوله: (قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ) أي ابن يحيى، ترجمته في باب ترك النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم والناس الأعرابي حتَّى يفرغ من بوله في المسجد.

قوله: (قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ) أي -بالجيم والراء- نصر بن عِمْران الضبعي البصري، ترجمته في باب أداء الخمس من الإيمان.

قوله: (عَنْ أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي مُوسَى) أي الأشعري.

قوله: (عَنْ أَبِيهِ) أي عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، ترجمته في باب أي الإسلام أفضل.

في هذا الإسناد: التَّحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد من الماضي في موضع، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه القول في موضعين، وفيه رواية التَّابعي عن التَّابعي عن الصحابي، وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه ثلاثة بصريون بالتوالي، وفيه في أبي بكر اختلفوا فقال الدَّارَقُطْني قال بعض أهل العلم: هو أبو بكر بن عُمارة بن رُؤَيبة الثَّقَفي، وهذا الحديث محفوظ عنه، وقال البزَّار: لا نعلمه يروى عن أبي موسى إلَّا من هذا الوجه، وإنما يعرف عن أبي بكر بن عُمارة بن رُؤَيبة عن أبيه، ولكن هكذا قال همَّام، يعنيان بذلك حديث أبي بكر بن عُمارة بن رُؤَيبة المخرَّج عند مسلم، بلفظ قال عُمارة: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: (لَنْ يَلِجَ النَّار أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) يعني الفجر والعصر، وروى الطَّبَرَاني من حديث السَّرِي بن إسماعيل عن الشَّعْبي عن عُمارة بن رُؤَيبة: ((لَنْ يَدْخُلَ النَّار مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِك بِاللهِ شَيْئًا، وَكَانَ يُبَادِرُ بِصَلَاتِهِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)). انتهى.

ولنرجع إلى حديث الباب، قوله: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ: مَنْ صلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ) مطابقته للترجمة ظاهرة، لأنَّ أحد البَرْدَين صلاة الفجر.

قوله: (البَرْدَيْنِ) تثنية بَرْد، بفتح الباء الموحدة وسكون الرَّاء، والمراد صلاة الفجر والعصر، وقال القُرْطُبي: قال كثير من العلماء: البردان الفجر والعصر، وسُمِّيا بذلك لأنَّهما يفعلان في وقت البرد، وقال الخطَّابيُّ: لأنهما يصلِّيان في بردي النَّهار، وهما طرفاه حين يطيب الهواء ويذهب سورة الحرِّ، وقال السَّفَاقُسي

<<  <   >  >>