من حديث جابر رضي الله عنه: ((خَلَتِ البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: إنَّه بلغَنِي أنَّكُم تُريْدُون أن تنْتَقِلوا إلى قرب المسجد قالُوا نعم يا رسول الله، قَدْ أرَدْنَا ذلك، فقال: يا بني سَلِمَة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تَكْتُب آثاركم)).
وفي لفظ كانت ديارنا نائية من المسجد فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقرب من المسجد، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إنَّ لكم بكل خطوَةٍ درجة)). وعند ابن ماجه من حديث ابن عباس: كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يقتربوا فنزلت: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: ١٢].
قال: فثبتوا. زاد عبد بن حميد في «تفسيره» فقالوا بل نثبت مكاننا. ولمسلم من طريق أبي نصرة عن جابر ((قالوا: ما يسرنا أنا كنا تحولنا)).
قوله: وقال مجاهد -أي ابن جبر أي المخزومي- ترجمته في كتاب الإيمان.
قوله: في قوله: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: ١٢] قال: خطاهم، فسر مجاهد الآثار بالخطا، وعن مجاهد: خُطَاهُم آثارهم إذ مَشَوْا في الأرض بأرجُلِهِم.
وفي «تفسير عبد بن حميد» عن أبي سعيد موقوفاً: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} [يس: ١٢] قال: الخطا. وعند البزَّار فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((منازلكم منها تكتب آثاركم)). وعند الترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه: ((شكا بنو سلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد منازلهم من المسجد فأنزل الله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: ١٢] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: منازلكم فإنهَّا تكتُبُ آثاركم)). وقال: حسن غريب.
٦٥٦ - قوله: (وحَدَّثَنَا ابن أبي مَرْيَم) أي سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم، ترجمته في باب من سمع شيئا فراجع حتى يفهمه في كتاب العلم.
قوله: (قال أخبرنا يَحْيَى بن أيُّوْب) أي الشافعي المصري، ترجمته في باب البصاق والألفاظ ونحوه في الثوب.
قوله: (قال حدثني حُمَيْد) أي الطويل ا لمذكور في السند المتقدم.
قوله: عن (أنَسٍ) اي أبن مالك المذكور فيه أيضاً. في هذا الإسناد التحديث في صيغة الجمع في موضع والإخبار كذلك، وفيه التحديث بصيغة الإفراد في موضع، وفيه العنعنة في موضع، وفيه القول في موضعين.
قوله: (أَن بني سَلمَة أَرَادوا أَن يَتَحَوَّلُوا عَن مَنَازِلهمْ فينزلوا قَرِيبا من النَّبِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ-قَالَ فكره رَسُول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -أَن يعروا الْمَدِينَة فَقَالَ أَلا تحتسبون آثَاركُم. قَالَ مُجَاهِد خطاهم آثَارهم أَن يمشى فِي الأَرْض بأرجلهم)، وقال مجاهد: خطاهم آثار المشي في الأرض بأرجلهم.
قوله: (وحَدَّثَنا ابنُ أبي مَرْيَم) كذا لأبي ذر وجه، وفي رواية الباقين: وقال ابن أبي مريم وذكره صاحب الأطراف بلفظ وزاد ابن أبي مريم.
قال أبو نعيم في» المستخرج» ذكره البخاري بالأوَّليِّة يعني مطلقا. قال شيخنا: وهذا هو الصواب وله نظائر في الكتاب في رواية يحبى بن أيوب لأنه ليس على شرطه في الأصول. انتهى.
قال العيني: هذه دعوى بلا دليل. انتهى. قلت: قد ذكر دليل. انتهى.
قوله: (عن أنَسٍ) هكذا هو في رواية أبي