والتوحيد تندرج ضمنه الكثير من القضايا العقدية التي يختلف فيها مثلا السنة والشيعة، وإذا كنا نرى كسنة بأن صلاح هذه الأمة لن يكون إلا بما صلح به أولها، فإن أول هذه الأمة من المنظور الشيعي مرتدين ومغتصبين لحق آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وظالمين لهم هذا يدلل على شساعة الهوة واستحالة الاجتماع سياسيا وبشكل طويل ومستمر فنحن نشترك مع الشيعة في تحرير فلسطين وغيرها من الأراضي العربية من الاحتلال الإسرائيلي، ولكننا نجد أن المصالح الإيرانية الوطنية تشكل أولوية لها وهي المتحكم في علاقتها مع الدول العربية التي تختلف من بلد لآخر فإيران تقف مع المقاومة في لبنان وتدعمها بشكل كبير خارج الدولة اللبنانية وكذلك الحال مع المقاومة في فلسطين وفي نفس الوقت تقف مع حكومة الاحتلال في العراق حتى أن أحمدي نجاد قام بزيارة رسمية إلى العراق، وأيضا المفاوضات التي تجري بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والتي تساوم فيها أمن العراق بمصالحها وهو الكرسي الذي يفترض أن تجلس فيه المقاومة واللافت في هذا هو استنادها في علاقتها على عنصر الشيعة (الدين)،فهذا يؤكد على تأثير الدين في السياسة ما يعطي مصداقية للقول الذي ينسب على الخميني بقوله (الطريق إلى القدس عن طريق كربلاء).
مما يؤكد على أن المنطلقات السياسية لا تصلح لأن تكون مرتكزا للوحدة هو استغلال إيران لتعاطف الحركات الإسلامية معها وعملها على تشييع المجتمعات السنية بداية بأعضاء من تلك الحركات نفسها، ورغم قول العديد بأن الظاهرة محدودة وهي حالات استثنائية تحدث في إطار ضيق وهذا مجرد تهويل إعلامي ليس إلا فإن هذا لا ينفي الظاهرة والدعم الإيراني الرسمي لها بشكل أو آخر.
هذه الأمثلة تثبت عدم جدوى البحث عن وحدة من منطلقات سياسية بل بالعكس فإن أي محاولات من هذا القبيل ستكون لها نتائج عكسية.