[الدعاء وأحكامه الفقهية]
عنوان الكتاب ... الدعاء وأحكامه الفقهية
اسم المؤلف ... خلود بنت عبدالرحمن المهيزع
الناشر ... دار الصميعي - الرياض
سنة الطبع ... ط١/ ١٤٢٩هـ
نوع الكتاب ... رسالة جامعية مقدمة لنيل درجة الماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الشريعة، قسم الفقه، بإشراف الدكتور عبدالعزيز الغامدي، وطبع في مجلدين يقعان في (٨٠٦) صفحة.
التعريف بموضوع الكتاب:
إنّ من نعم الله تعالى على عباده أنْ أذن لهم بدعائه مباشرة بغير وسائط، بل أمرهم بذلك حتى إنه ليغضب على عبده التارك للدعاء، لأن ((الدعاء هو العبادة))، ولمّا كانت هذه العبادة العظيمة بهذه المرتبة العالية، فلابد من الاهتمام بها وبآدابها وشروطها، وقد ألفت مؤلفات قديمة وحديثة في الموضوع كالتعريف بآدابه وشروطه وفضائله، وأما كتابنا هذا (الدعاء وأحكامه الفقهية) فهو متعلق بالجانب الفقهي، حيث قالت الباحثة أنها بالتتبع لم تجد من أفرده في بحث مستقل، فاجتهدت في جمع كل ما يتعلق بالدعاء من الناحية الفقهية، مع التوثيق العلمي لهذه المسائل والأدلة وتخريجها حسب استطاعتها، وبيان وجه الخلاف وأدلته وثمرته والراجح فيه، معتمدة على كتب المذاهب الفقهية المعتمدة.
فبدأت الباحثة بتمهيدٍ قصيرٍ في فضل الدعاء، لتنتقل بعده إلى:
أول فصول الكتاب: (حقيقة الدعاء) الذي اشتمل على تسعة مباحث:
أولها كان لتعريف الدعاء لغة واصطلاحاً، ثم تعريف بالألفاظ ذات الصلة بلفظ الدعاء مما هو مرادف له كالعبادة والذكر والصلاة، ومن ألفاظ خاصة بنوع من الدعاء، كالسلام والسؤال والاستعاذة والاستغفار والاستغاثة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى حكم الدعاء وأقوال العلماء فيه ما بين قائل بالوجوب وبين قائل بالاستحباب وبين قائل بدوران الأحكام الخمسة عليه، وقد فصلت الباحثة الأدلة ووجه الاستدلال مع الترجيح لما تراه الصواب.
ثم عرّفتنا بأنواع الدعاء بحسب اعتباراته، حيث جعلت الأنواع بناءً على تسعة اعتبارات هي: المعنى والصيغة والحكم والمدعو والورود والمدعو به والداعي والمدعو له والمدعو عليه، وإن كان في أي منها خلافٌ فقهي فقد بيّنته كما ذكرنا من منهجها سابقاً بذكر الأقوال منسوبة إلى أصحابها موثقة من مصادرها مع الأدلة وتخريجها ووجه الاستدلال والترجيح.
وبعدها تكلمت المؤلفة عن أركان الدعاء، ثم شروط الدعاء الخاصة بالداعي والخاصة بالمدعو به، ثم آداب الدعاء، وبعدها فصلت القول في هيئة الداعي الفعلية من رفع لليدين وحكمه، والدعاء بظهور الكفين، وبرفع يد واحدة، والإشارة بالأصابع، والدعاء قائما، ورفع البصر إلى السماء، كما بحثت مسألة مسح اليدين بعد الفراغ من الدعاء، والجثو على الركب عند الدعاء، والسجود للدعاء، وأخيراً قطع الدعاء.
أما الفصل الثاني فهو: (أحكام الدعاء) وفيه تمت دراسة موضوعين كل منهما في مبحث:
الأول: (الدعاء المتعلق بالصلاة) وهو في ثمانٍ وعشرين مطلباً بدءً من الدعاء عند سماع الأذان والإقامة، ثم الدعاء في الطهارة وأثناء قضاء الحاجة، ثم دعاء المشي إلى الصلاة، ثم الدعاء قبل تكبيرة الإحرام، ثم الدعاء بعد تكبيرة الإحرام، ثم الدعاء عند قراءة الفاتحة، ثم الدعاء أثناء قراءة السورة، ثم الدعاء في الركوع، ثم الدعاء في الاعتدال، ثم الدعاء في السجود، ثم الدعاء في الجلوس بين السجدتين، ثم الدعاء بعد التشهد الأول، ثم الدعاء بعد التشهد الثاني وقبل السلام، ثم الدعاء بين التسليمتين، ثم الدعاء بغير لفظ القرآن والسنة في الصلاة، وهي من المسائل المشهورُ الخلافُ فيها بين العلماء علماً أن المؤلفة رجحت جوازه، ثم الدعاء لمعين في الصلاة، ثم الدعاء بغير لفظ العربية، ثم الدعاء في سجود التلاوة، ثم دعاء ختم القرآن في الصلاة، ثم القنوت في الصلاة، ثم الدعاء في صلاة التراويح، ثم الدعاء في صلاة العيدين، ثم الدعاء في صلاة الكسوف، ثم الدعاء في صلاة الاستسقاء، ثم الدعاء في صلاة الحاجة، ثم الدعاء في صلاة الاستخارة، ثم الدعاء في صلاة الجنازة، ثم الدعاء بعد السلام.
الثاني من المباحث: (الدعاء غير المتعلق بالصلاة) وهو في ثمانية عشر مطلباً، بدءً من الدعاء المتعلق بالمسجد في الدخول والخروج، ثم الدعاء يوم الجمعة قبل الخطبة وبعدها وفي آخر ساعة من الجمعة، ثم الدعاء يوم العيد، ثم الدعاء في الجنائز، ثم الدعاء في اللباس والمسكن والمركب، ثم دعاء الاستخارة في غير صلاة، ثم الدعاء في الزكاة لمؤديها، ثم الدعاء في الصيام عند السحور وأثناء الصوم والإفطار، ثم الدعاء في الحج والعمرة، ثم الدعاء في الجهاد، ثم الدعاء في السفر، ثم الدعاء عند قراءة القرآن في غير الصلاة، ثم الدعاء في المعاملات كالبيع والشراء والقرض ودخول السوق، ثم الدعاء في النكاح، ثم الدعاء في القضاء والحكم، ثم الدعاء في الصباح والمساء والنوم، ثم الدعاء عند الفزع وسماع الأصوات المزعجة، ثم الدعاء عند العطاس والتشميت.
وبهذا تنتهي مباحث هذا الفصل المليء بالمسائل الفقهية بالأدلة والترجيحات الموجهة.
لنصل إلى آخر فصول الكتاب: (آثار الدعاء) وهو في ثلاث مباحث:
الأول: (التأمين على الدعاء) ويشمل الكلام على ما هو داخل الصلاة، وعلى التأمين في غير الصلاة، وبيان مواطن ذلك في كلا الموضعين مع صيغة هذا التأمين وحكمه.
الثاني من المباحث: (إجابة الدعاء) عرّفت المؤلفة فيه بمعنى الإجابة للدعاء وأنواع هذه الإجابة، ومواطنها وعلاماتها وموانعها.
الثالث من المباحث: (فوائد الدعاء) بيّنت فيه باقتضاب هذه الفوائد مستدلة ببعض الشواهد من الكتاب والسنة.
وبعد هذا ختمت المؤلفة الرسالة بخاتمة فيها أهم نتائج البحث رتبتها في ستٍ وسبعين نقطة مختصرة.
إن من قدر له قراءة هذا الكتاب سيلمس الجهد المبذول فيه، مِنْ تحرٍ للمسائل الفقهية المتعلقة بالموضوع، وتحرٍ لعزو تلك المسائل إلى كتب أصحابها على حسب مذاهبهم، وتخريج للأحاديث ونقل لكلام المحدثين عليها، فجزاها الله خيرا، ونفع بما قدمته للقراء الكرام.
ونحن إذ انتهينا من التعريف بهذا الكتاب الزاخر، نود أن نلفت انتباه القراء إلى أنه يوجد كما أسلفنا كتب علمية أخرى عن الدعاء لها تعلق بغير الناحية الفقهية، ونريد أن نبينها هنا ليتعرف القارئ على شيء من الفرق بينها.
فهناك كتاب (الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية) تأليف جيلان بن خضر العروسي، وهي رسالة جامعية مقدمة في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، وقد حوت هذه الرسالة على قسم لا بأس به مشترك مع هذه الرسالة التي قمنا بالتعريف بها أعلاه، وهو القسم المتعلق بالتعريف بالدعاء وأنواعه وآدابه وما إلى ذلك، ويختلف في أنه يتعلق بالجانب العقدي لا الفقهي، فقد اهتمت رسالة الأخ جيلان بجانب تعلق الدعاء بالتوحيد والقدر والأدعية المبتدعة من دعاء لغير الله مما يدخل في الشرك وما إلى ذلك من مباحث مبثوثة في رسالته العلمية.
وهناك كتاب آخر أيضا هو (تصحيح الدعاء) للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله، فقد جعله مؤلفه لتصحيح ما ارتبط ببعض الأدعية من أخطاء، وطريقته في ذلك أن يورد المسألة بأدلتها من الكتاب والسنة، ويفصلها ويشرحها، ثم بعد ذلك يتكلم عن الأخطاء التي ارتبطت بها وتصحيح هذه الأخطاء ببيان وجه الخطأ وكيفية التصحيح، وحكم الخطأ أيضاً، فهو إذا كتاب لا يتعلق بحكم الدعاء وارتباطه بالفقه كالكتاب المعرف به، ولا يتعلق بحكم الدعاء وارتباطه بالعقيدة، ككتاب الأخ جيلان، وإنما اهتم بجانب آخر من الجوانب المهمة والمتعلقة بالدعاء.
وفي كل كتاب منها ما ليس في غيره، وفي كل منها فوائد هامة، ليست في الأخرى، وجدير بالطالب النهم أن يحاول قراءتها جميعاً أو حتى الاطلاع عليها. والحمد لله رب العالمين.