للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وسائل الأعداء في إفساد المرأة وأساليبهم]

صالح بن ساير المطيري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

الدور الذي يقوم به العلمانيون اليوم لإفساد المرأة هو نفس الدور الذي قام به أسلافهم في مصر قبل مائة عام وهو الدور نفسه الذي قام به المنافقون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمتابع لأطروحات هؤلاء الأعداء يجد أنهم جميعاً يصدرون عن جميع الأفكار التي ذكرها قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة يقول الشيخ سليمان الخراشي وهو كاتب متابع وراصد بشكل كبير في مسيرة القوم يقول: (أخذت أقارن ما أقرأه من كتابات المتحررين والمتحررات بكتاب قاسم أمين فاكتشفت ـ ولست مبالغاً ـ أن القوم يصدرون عن هذا الكتاب في كل صغيرة وكبيرة، بل إنهم لا يزالون يرددون إلى اليوم ما ردده من أفكار وأساليب وأحاديث موضوعة وآثار ضعيفة وقصص مكذوبة دون زيادة أو نقصان)

منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة المسلمة:

يتبع العلمانيون منهجاً واحداً لم يتغير عبر مائة عام من أجل إفساد المرأة وأطروحاتهم التحررية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا سوى تغير طفيف لمراعات البيئات ومستجدات العصر لكن المطالب الأساسية لديهم مكررة معادة نقرأها في كتب القدامى ونسمعها من أفواه المعاصرين، فهم في حقيقة الأمر أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم، فتمر عبرهم الأفكار اليهودية لتخرج لنا أفكاراً يهودية بلهجة محلية عربية ويمكن تلخيص ملامح هذا المنهج الإفسادي في النقاط التالية:

أولاً: التطبيع:

أي جعل الفساد أمراً طبيعياً حيث يتم طرح مجموعة من الأفكار والمقالات الصحفية ونشر بعض الكتب والقصص والروايات والتي تتحدث جميعها عن موضوعات لها ارتباط بقضية إفساد المرأة حتى يبدأ عامة الناس بقبول تلك الأفكار ويبدأ تأثيرها يتسرب شيئاً فشيئاً إلى تفاصيل حياتهم اليومية ومن القضايا التي تناولها العلمانيون ما يلي:

أ): الاختلاط:

يقول برتراند رسل: ((يجب أن يعالج الجنس من البداية كشيء طبيعي مبهج ومحتشم، وإذا أردنا أن نغفل خلاف ذلك فإننا نكون قد سممنا العلاقات فيما بين الرجل والمرأة وبين الآباء والأولاد) ويقول غيره: (إن الفضيلة التي تستند إلى الجهل لا قيمة لها وإن الفتيات لهن نفس الحق في المعرفة الجنسية كالفتيان) وينطوي تحت ذلك الدعوة للتعليم المختلط منذ الصغر بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر وإزالة الشكوك بينهما بسبب الاعتياد على مشاهدة بعضهم لبعض فيشعر الولد ـ بزعمهم ـ كأنه يعيش مع أخته والفتاة مع أخيها.

ومن التطبيقات العملية التي ينفذها القوم في واقعنا المعاش الاحتفالات المختلطة التي نشاهدها بين آونة وأخرى وإذا وقف المصلحون أمام دعوتهم هذه أجلبوا عليهم بكل ما يجدون من وسائل السب والإقصاء وادعوا بأنهم يريدون الرجوع بنا عن مجالات التقدم، وأنكم تنظرون بمنظار الريبة والشك وإلا فالاختلاط أمر طبيعي فانظروا مثلاُ الحرم المكي والطواف ..

ب): إظهار الألبسة العارية على أنها رقي وتقدم:

<<  <  ج: ص:  >  >>