[قراءة في الاستراتيجية الغربية لحرب الإسلام بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م]
عنوان الكتاب ... قراءة في الاستراتيجية الغربية لحرب الإسلام
بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م
اسم المؤلف ... محمد يسري إبراهيم
الناشر ... دار اليسر - القاهرة
سنة الطبع ... ١٤٣٢هـ
عدد الصفحات: ... ٢٢٤
التعريف بموضوع الكتاب:
تعيش الأمة الإسلامية صراعاً محموماً, وحرباً ضروساً, تقودها قوى الاستكبار العالمي, تستهدف جميع أصقاع الأمة الإسلامية على مختلف الصعد, وتستخدم جميع الوسائل والطرق, وتجيش من أجل هذه الحرب جميع القوى والمؤسسات التنفيذية السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية.
إذن هي حرب على كل ما هو إسلامي, حرب عقدية أيدلوجية هدفها وغايتها أن يمحى الدين وتزول العقيدة وهو ما أخبر الله تبارك وتعالى عنه بقوله: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} , ولكن الله غالب على أمره, متكفل بحفظ دينه.
كتابنا لهذا الأسبوع يقرأ ويحلل هذه الاستراتيجية الغربية لحرب الإسلام قراءة متمعنة, ليجلو الغمة عما يحاك للأمة, وليظهر مدى شناعة هذه الحرب, {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}.
بدأ المؤلف حديثه في الفصل الأول من الكتاب عن عقدة الصراع عند الغرب وعقيدته, أوضح فيه حقيقة شرعية أثبتتها الوقائع, وشهدت عليها الأيام, وسطرها المولى عز وجل في كتابه فقال: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} , فالغرب لا غاية له ولا هدف إلا أن يحول المسلمين عن دينهم, ويردهم عن ملتهم, إذن ليست بداية المشكلة من يوم الحادي عشر من سبتمبر بل بدايتها من مبعث محمد صلى الله عليه وسلم, وأصبح الاتجاه العدائي للإسلام هو جزء من المنظومة الغربية, وأراد المؤلف بهذا الفصل أيضاً أن يكشف عن النفسية الدموية التي يتصف بها الغرب على مدى التاريخ معرجاً على حروبه وصراعاته منذ الزمن الإغريقي القديم, مارّا بالإمبراطورية الرومانية, والحروب المسيحية المسيحية, والإبادة الجماعية لسكان أمريكا الأصليين, وانتهاءا بالعدوانية الغربية في القرن العشرين والحروب الدموية التي قام بها الغرب وكان ضحايها ملايين البشر.
الفصل الثاني من الكتاب أراد به المؤلف أن يسلط الضوء أكثر على ملامح المنظومة الغربية في محاولة لفهمها, إذ يترتب على هذا الفهم معرفة صورة الإسلام في الخطاب الغربي, فقام ببيان مصادر ومكونات الثقافة الغربية, فتحدث عن الفلسفة والحضارة اليونانية, وعن الديانتين اليهودية والنصرانية, وعن حركات الإصلاح والتنوير, والعلوم والتقنية المعاصرة, ليتحدث بعد ذلك وفي نقاط عن الغرب ونظرته للإسلام وخطابه عنه.
في الفصل الثالث من الكتاب والذي عنون له بـ (ملامح ما قبل الحادي عشر من سبتمبر) بين المؤلف أنه من الخطأ أن يتوهم متوهم أن المؤجج الأول للغرب في حملتهم على الإسلام هي أحداث الحادي عشر من سبتمبر, فهناك من المواقف والتصريحات والكلمات من قبل القادة الغربيين على المستويين الديني والسياسي تدلل على ما تخفي صدورهم على الإسلام وأهله قبل هذه الحادثة, ودلل على ذلك ببعض المواقف السياسية والدينية والإعلامية, والتعليمية والعلمية التي وقعت قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
أما الفصل الرابع والذي خصصه المؤلف للحديث عن الحدث الجلل ونقطة التحول الفارقة وقصد به أحداث الحادي عشر من سبتمبر, وبين المؤلف أن الغرب قد أعلن الإسلام عدوا جديدا منذ سقوط الشيوعية متمثلة بالإتحاد السوفيتي, ليظهر الإسلام المقاوم للهيمنة الغربية كعدو مستهدف من الغرب, وأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تصنع عداءا لم يكن موجوداً من قبل, ولكنها جاءت متسقة مع الرغبة الأمريكية العارمة والخطة الاستراتيجية الجامحة لتسلم زمام السيطرة على العالم, ليذكر المؤلف بعد ذلك بعض الآثار والتداعيات لهذه الحادثة فذكر من سلبياتها الحرب العسكرية الاستعمارية, وتغيير الهوية, واستبدال قيم المجتمعات الإسلامية, والتضييق على المقاومة الإسلامية وغيرها من السلبيات, كما أنه لم ينس أن يذكر الإيجابيات لهذا الحدث, فذكر على سبيل المثال من الإيجابيات استبانة سبيل المجرمين, وسقوط هيبة جيوش الكفار وغيرها.
في الفصل الخامس تكلم المؤلف عن التوجهات والاستراتيجيات الغربية الحديثة ضد الأمة الإسلامية فذكر من ذلك اعتماد خيار القوة الضاربة, وفرض مشاريع الهيمنة الغربية المتمثلة بـ (مبادرة الشراكة الإمريكية الشرق أوسطية) والتي هدفت إلى محاربة الإرهاب ووأده, وتغيير أنظمة ومناهج التعليم في البلاد العربية والإسلامية, والعناية بالتدريب الموجه وغيرها, كما ذكر من الاستراتيجيات الغربية الحديثة ضد الإسلام خيار الفوضى الخلاقة, وتطبيق استراتيجية القوة الناعمة وغيرها من الاستراتيجيات.
وفي الفصل السادس بين المؤلف كيف اهتدى الغربيون بعد الحادي عشر من سبتمبر وظهور نذر الفشل في الحروب التي شنوها على بلاد المسلمين أن حرب الأفكار أيضاً لا يمكن أن يكسبوها ما لم يوجد هناك وسائط وعملاء يروجون لأفكارهم, ويخوضوا عنهم حرباً بالنيابة, فاختاروا الطرقية الصوفية ودعموها حتى تقف في وجه الدعوة الإسلامية.
الفصل السابع أوضح فيه المؤلف كيف يسعى الغرب إلى ضرب السلفية بالطرق الكلامية, حيث يعتبرالغربيون أن أهل الكلام هم أقدر الناس من غيرهم على التصدي لأهل السنة على اختلاف أطيافهم, فبدؤا بنفخ وقود الحرب الفكرية والكلامية بين السلفيين بالمفهوم الأوسع من جهة وبين الأشاعرة والمعتزلة والرافضة من جهة أخرى.
وفي الفصل الثامن تكلم المؤلف عن الاستراتيجية الإسلامية في مواجهة الهجمة الغربية فذكر من ذلك خطوطاً عريضة أهمها ما يلي:
التأكيد على الحقائق, والاستمساك بالأصول والثوابت والتي منها معرفة أن عقيدة الغرب هي بغض الإسلام وأهله, وأن غاية عدائهم ونهاية حربهم ردة المسلمين, وأن مولاة الكفار تبطل الإسلام وتنقضه, وأن قتالهم ماض إلى يوم القيامة.
ومن الاستراتيجيات العامة أيضاً أهمية الوعي والبصيرة بالمكائد الموجهة ضد الأمة, وكذلك اليقين أن تنسم فجر النصر ولو طال ليل بهيم, ومن ذلك وجوب إيجاد اتحاد لأهل السنة لصد هذه الحرب الفكرية, ومن ذلك العناية بدعوة المخالفين, والدعوة إلى تعظيم الشريعة وتطبيقها, وإشاعة روح التسديد والمناصحة, وأيضاً المرابطة على الثغور العلمية والعملية, وكذلك استنهاض المؤسسات الإسلامية الدولية والإقليمية, ومناصحة ومخاطبة الحكومات والأنظمة.
والفصل التاسع والأخير خصصه المؤلف لاستشراف المستقبل, وبين فيه أنه وبناءا على الحقائق الشرعية والمنهجية والتاريخية يتبين أن ما يراهن عليه الغرب إنما هو وهم وسراب لن يلبث أن يزول, ملقياً نظرة على مستقبل تلك المخططات كمستقبل التحالف الغربي البدعي, ومستقبل الحرب الباردة.
فالكتاب تشخيص وتحليل للاستراتيجية الغربية في حرب الإسلام, وبيان لأهدافها وغاياتها, وهو كما قال مؤلفه (يهدف إلى دق ناقوس خطر واقع أو متوقع يهدف إلى تحذير المسلمين جميعاً من الانحراف عن صحيح دينهم, وصافي معتقدهم) {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}.