عنوان الكتاب
[التربية الجماعية في الإسلام]
اسم المؤلف
نايف بن محمد القرشي
الناشر
دار ابن الجوزي
سنة الطبع
ط١ - ١٤٣٢هـ
عدد الصفحات:
٢٠٦
نوع الكتاب
أصل الكتاب بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في التربية الإسلامية والمقارنة.
التعريف بموضوع الكتاب
التربية الجماعية هي أحد أساليب التربية الإسلامية التي تسهم في بناء شخصية الفرد المسلم في جوانب متعددة، لا يمكن أن تُبنى إلا من خلال جماعة يتربى معهم هذا الفرد، فعلى الرغم من أهمية التربية الذاتية إلا أنها لا تنشئ كياناً سوياً للإنسان، بل لابد من التربية الجماعية حتى يتربى الإنسان تربية حقيقية متكاملة، ولأهمية هذا التربية، ولكونها يحتاج إليها في جميع طبقات المجتمع، كان مهماً أن يُدرس هذا الموضوع دراسة علمية توضحه وتبينه جلياً للناس، لهذا كان هذا الكتاب.
الكتاب تناول بالدراسة التفصيلية التأصيلية موضوع التربية الجماعية؛ كأسلوب من أساليب التربية الناجحة الملبية لحاجات الفرد النفسية, كحاجته للعيش في جماعة. وقد تألف من ستة فصول:
الأول منها كان فصلاً تمهيدياً لأظهار أهمية الموضوع المطروق, حيث بين المؤلف أن الحديث عن التربية الجماعية بات أمراً مهما يحتاج إليه جميع المجتمع بلا استثناء, فهو جهد يقوم على تطبيق منهاج الله في الأرض, فكان لزاماً على الجميع أن يقوم به ويسعى فيه, كما أتى بمجموعة من نقاط أبرز فيها أهمية هذه الدراسة.
أما الحديث عن الإطار المفهومي للتربية الجماعية فتناوله المؤلف في فصل الكتاب الثاني حيث أتى بمفهوم التربية الجماعية, فعرَّف مفرداتها كلًّا على حدة لغويًّا واصطلاحياً, ثم عرفها كمصطلح ومفهوم قائم بذاته, فبين أن التربية الجماعية هي: تنمية الشخصية الإسلامية للفرد من جميع الجوانب الإيمانية, والعقلية, والجسمية, والنفسية, والاجتماعية من خلال وسط تربوي يضم مربٍّ ومجموعة متربين, يحدث بينهم تفاعل إيجابي, وتبادل للخبرات, وذلك من خلال منهج معين, وأساليب متبعة تهدف إلى تقوية مشاعر الأخوة الإسلامية والحب في الله بينهم، ثم تناول في حديثه المكانة التي تتسنمها الجماعية في واقع الحياة عموماً وفي الإسلام على وجه الخصوص.
وفي العلاقة التربوية بين الفردية والجماعية رأى المؤلف أنَّ على التربية السليمة المبنية على الكتاب والسنة أن تلاحظ النزعتين المتضادتين في حياة الإنسان, وهي النزعة الفردية والجماعية, وأن تلبي مطالب كل منهما باتزان, وبين أيضاً في هذا الفصل كيفية تعامل المذاهب الوضعية مع هاتين النزعتين في الإنسان, وأنه تعامل متناقض, فبعضها يغلب الجانب الفردي ليصل إلى حد الأنانية البغيضة, والبعض الآخر يغلب الجانب الجماعي على الفردي فيقضي على الفرد ويلغيه, موضحاً أن منهج الإسلام هو وسط بينهما, فهو يوفق بين الفردية والجماعية.
أما الفصل الثالث من هذا الكتاب فعرض فيه المؤلف مكانة هذا النوع من أنواع التربية في الإسلام, فتحدث عن التربية الجماعية من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة, وعند سلف هذه الأمة ومربيها, ليسرد بعد ذلك مجموعة من الفوائد التي تجنى من التربية الجماعية. وعن أركان التربية الجماعية يحدثنا المؤلف في فصل الكتاب الرابع , فيقرر أن هذه التربية ترتكز على خمسة أركان أساسية هي:
المنهج, والمربي, والمتربين, والمنهجية, والأسلوب, تكلم عن ثلاثة منها في هذا الفصل, فبدأ بالمربي والذي اعتبره الركن المهم في هذه العملية التربوية, وذكر أهم صفاته, والأخطاء التي يقع فيها. ثم انتقل للحديث عن ركن آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهم المتربون, فجاء بأهم الجوانب التي تكون شخصية المتربي, والتي ينبغي على المربي أن يهتم بها ويركز عليها أثناء بناء شخصية المتربي, ثم تحدث بعد ذلك عن المنهجية التي تقوم عليها التربية الجماعية وتدار بها.
وكركنٍ مهمٍّ من أركان التربية الجماعية تحدث المؤلف في الفصل الخامس عن أساليب التربية الجماعية, والتي اعتبرها نصف النجاح في هذه العملية التربوية, فبين مفهوم الأسلوب, ذاكراً الأسلوب في القرآن والسنة, ليسرد بعدها أهم أساليب التربية الجماعية فذكر منها التربية بالقدوة, وبالقصة, وبالحوار وغيرها, ليعدد منها عشرة أساليب. ولتوضيح الكثير من الملامح العامة للمجموعة التربوية الفعالة ختم المؤلف كتابه بفصل أخير تحدث فيه عنها, وعن خصائصها، وضوابطها، والعوامل التي تعيق أداءها.
الكتاب يؤصل لمنهجية تربوية إسلامية راقية, يستفيد منها المعلمون والمربون, سواء كانوا آباء وأمهات أو مؤسسات تربوية, كما أن هذا الكتاب يساهم في إعداد جيل مبني على أطر تربوية صحيحة, جيل قادر على تحمل مسؤلياته على أكمل وجه, مستعد للبذل والعطاء من أجل هذا الدين, فجزى الله مؤلفه خير الجزاء وكتب منازله في عليين.