[البيان الثالث بشأن مجازر النظام السوري ضد شعبه]
مجموعة علماء ودعاة سعوديين
الأحد ١٤رمضان١٤٣٢هـ
الحمد لله القائل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: ٣٩] والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فإن ما يمارسه النظام السوري البعثي الظالم من مذابح ومجازر وحشية ضد إخواننا في سوريا، بشكل ما كنا نظن أننا سنشاهد له مثيلاً في هذا العصر .. في ظل تردد دولي واضح، فهم منه النظام السوري إقراراً ضمنياً لممارساته الهمجية، ولم تسلم منه بيوت الله مابين منعٍ للصلاة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ولم يحترم مكانة هذا الشهر الكريم، وهذا شأن من قال الله فيهم: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: ٢٠٥]
وإلحاقاً بالبيان الأول الذي صدر بتاريخ ٥/ ٥/١٤٣٢هـ, والبيان الثاني الصادر بتاريخ ١٢/ ٠٨/١٤٣٢هـ, والذي أكدنا فيه الاستنكار الشديد للممارسات التي يقوم بها هذا النظام البعثي الظالم, كما نؤكد على التواطؤ الحاقد من دولة إيران الرافضية, يدعمه في ذلك حزبهم المسمى (حزب الله) , وقد تضمن البيانان قضايا أخرى ونحن إذ نؤكد على ما ذكر فإننا بداية نثمن لخادم الحرمين الشريفين خطابه التاريخي ووقفته مع الشعب السوري المظلوم، وهو ما تقتضيه مكانة هذه البلاد في نفوس المسلمين, كما نأمل أن يتبع ذلك خطوات أخرى, ومن ذلك أن تقوم حكومة المملكة باستقبال الجرحى والمصابين في مستشفيات المملكة, لعدم توفر المستشفيات بسبب قتل النظام السوري لمن يذهب إلى المستشفيات
الحكومية هناك، وكذلك القيام بحملة إغاثية للمحتاجين والمنكوبين.
كما نشكر الجهود التي قامت بها تركيا, والفعاليات البرلمانية والشعبية في الكويت والبحرين؛ وكل الجهود هنا وهناك من عدد من إخواننا الذين يحدوهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) [رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير واللفظ لمسلم].
ونحن في هذا الصدد نوجه هذا النداء العاجل والذي يتلخص فيما يلي:
١ - إن الواجب الشرعي يحتم على أهل العلم والإيمان وأهل الرجولة والمروءة والنخوة من العلماء والدعاة والخطباء وأعضاء هيئات الفتوى والمجامع الفقهية والروابط والاتحادات الإسلامية؛ أن يجهروا بالحق ونصرة هؤلاء المظلومين .. ويبينوا الحكم الشرعي بوضوح وبلا مواربة؛ لهذه الممارسات الوحشية والإجرامية، التي هي من أعظم الفساد في الأرض .. وأن يسعوا لعقد مؤتمرات شعبية لمناصرة إخواننا المنكوبين في بلاد الشام.
٢ - نناشد جميع أصحاب الضمائر الحية في سائر بلدان العالم من البرلمانيين والمثقفين والإعلاميين وكافة هيئات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والمدنية؛ أن يقوموا بدورهم في نصرة هذا الشعب المنكوب، وأن يتداعوا لممارسة كافة الإجراءات والتدابير لكف هذه العصابة الحاكمة في سوريا عن هذه الممارسات الوحشية- التي تذكرنا بجرائم التتار والنازيين والفاشيين-التي يتعرض لها هذا الشعب الأعزل إلا من إيمانه.
٣ - ندعو الحكومات العربية والإسلامية-وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي- إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية، وإيقاف كافة أنواع الدعم الاقتصادي عن نظام الحكم المجرم في سوريا، والعمل على محاصرته وعزله سياسياً واقتصادياً؛ حتى يكف عن هذه الممارسات الوحشية.