للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيان مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية]

بشأن تهويد القدس وإعلان اليهود بأن المسجدين الإبراهيمي في الخليل

وبلال بن رياح في بيت لحم تراث يهودي مقدس

١٦/ ربيع الأول/١٤٣١هـ

الموافق ٢/ ٣/٢٠١٠م

تتزايد الهجمة الشرسة لأعداء الله يهود على المسجد الأقصى، وتتكرر الاقتحامات الآثمة له، وتتصاعد وتيرة الاستيلاء على مساجد فلسطين، عبر سياسة مكشوفة مفضوحة، لا تنطلي إلا على من أعمى الله بصيرته.

فها هو مشروع الحفريات للمؤسسة الصهيونية تحت وحول الأقصى قد تحول عن أهدافه مرات عدة، فبعدما كان في مرحلة ما يهدف إلى هدم الأقصى بالدرجة الأولى، بات اليوم - كما تشير تقارير الخبراء بواقع المدينة المقدسة - يهدف إلى تأمين وجود تراث وتاريخ يهودي، وخلق واقع سياحي وديني على الأرض من خلال تحويل معظم هذه الحفريات إلى كنس أو مدن أثرية أو معارض أو متاحف أو قاعات أو طرقات، أُنْفق عليها مئات الملايين من الدولارات، وقد أبدعت المنظمات الصهيونية في اختراع تاريخ لها في فلسطين وانتحال وتزوير آثارها.

ادعاءات وافتراءات تهدف للتخلص من عقدة النقص التي يعاني منها سادة وقادة اليهود بانعدام أماكنهم المقدسة على أرض فلسطين، فعملوا على إيجاد تاريخ وثقافة وحضارة لهم على أرض فلسطين وحولها، وادعاء ذلك التاريخ للأجيال اليهودية القادمة؛ لنزع الصفة الإسلامية عن أرض فلسطين بادعاء أن كل المقدسات الإسلامية هي مقدسات يهودية الأصل، وأن المسلمين دُخلاء على تلك الأرض، وما أتى الصهاينة الآن ألا ليعيدوا الحق إلى أهله.

وقد بدأ اليهود في الفترة الأخيرة بمخطط واضح من خلال الاقتحامات الجماعية وتأدية الطقوس الدينية في الساحات الجنوبية الغربية للأقصى التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وذلك بهدف اقتسامه أو السيطرة على هذا الجزء وتحويله إلى نواة معبد يتوسع لاحقاً على طريقة المسجد الإبراهيمي في الخليل الذي بات كنيساً يهودياً في معظم أوقاته، بعد أن ابتدعوا فكرة تقسيمه بينهم وبين المسلمين كمرحلة أولى، انطلقوا بعدها لقضم مساحات أكبر منه، حتى بات معظم المسجد الإبراهيمي كنيساً يهودياً وضموه مؤخراً إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية.

لذا فإنهم بين فترة وأخرى يزعمون أن هذا المسجد، وهذا القبر، وهذه الأرض، وهذا البيت مقدس عندهم، وجزء من عقيدتهم، ويوجهون أتباعهم لممارسة طقوسهم عند هذا المقدس الجديد المكتشف حديثاً من دون تاريخ، ولا إثبات، ولا عقيدة، ويبدأ مسلسل المصادرة والاستيلاء والترميم وتوسيع الشوارع وهدم المنازل المجاورة، وممارسة الإرهاب والتشريد، وتثبيت اللوحات الإرشادية باللغة العبرية ليصبح وكأن هذا الموقع له تاريخ عريق!!

فاليهود يشعرون في قرارة نفوسهم بعقدة النقص المنبثقة عن قلة أماكنهم المقدسة، بل انعدامها إذا ما قيست بالأماكن المقدسة لدى المسلمين، لذلك فهم يتوهمون باطلاً تلك الأماكن، ويدعون أنها مقدسة لليهود بين ليلة وضحاها، يبتدعونها، ويدعون أنها مقدسة في كتبهم المحرفة، وخيالاتهم الواسعة.

وأمام ما يحدث فإننا نوجه العالم للتالي:

أولاً: عدم الانجرار وراء الخدع اليهودية، أو تسويق آرائهم وتهديداتهم على أنها مسلمات! بل إن الصهاينة كثيراً ما كانوا يدسون أفكاراً تتبناها وسائلنا الإعلامية من غير تدقيق، ثم نقع فريسة الدعاية اليهودية نرددها من غير وعي أو تمحيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>