بين الشيخ محمد الخراشي أول شيخ للأزهر بالتعيين [١٦٥٦م -١٦٩٠م] وأحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي [١٩ مارس ٢٠١٠م] تعاقب على مشيخة الأزهر ٤٨ شيخاً على مدى ٣٥٤ عاماً ذوي مذاهب مختلفة ومواقف متباينة، منهم من أدى الأمانة وكانت له مواقف إيجابية وهم قلة، وأمثال هؤلاء هُمِّشَ دورهم، ومنهم من أصبح أداة في أيدي الأنظمة تحركها لتضفي الشرعية على قراراتها وتمرر من خلالها ما يخدم مصالحها ويثبت وجودها، سواء كان نتيجة عدم التأهل والقصور العلمي والبعد عن الواقع، أو اتباعاً للهوى وحفاظاً على المنصب:
وممن تولى مشيخة الأزهر خلال العقود الأربعة الأخيرة:
شيخ الأزهر حسن مأمون [١٩٦٤م-١٩٦٩م]
شيخ الأزهر عبد الحليم محمود [١٩٧٣ - ١٩٧٨]
شيخ الأزهر محمد عبد الرحمن بيصار [١٩٧٩م-١٩٨٢م]
شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق [١٩٨٢م-١٩٩٦م]
شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي [١٩٩٦م-٢٠١٠م]
وقد ساهم الأخير في إضعاف الأزهر ونزع الهيبة عن رجاله بما أصدره من عشرات الفتاوى الشاذة والأقوال الضعيفة والدوران في فلك النظام، حتى أنه صرح ذات مرة أنه موظف بدرجة رئيس وزراء فلا غرابة بعد ذلك ألا تخرج أفكاره وأفعاله ومواقفه عما يتبناه النظام ومن فتاواه الشاذة:
- جواز التحاق النساء بالكليات العسكرية والالتحاق بالجيش.
- جواز تحويل الرجل إلى أنثى بشرط الضرورة الطبية.
- تطبيق الشريعة الإسلامية يحتاج إلى وقت طويل يصل فيها الجميع إلى القناعة.
- بارك توصيات مؤتمر المرأة في بكين، وقال: (إن مطالب مؤتمر بكين الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية).
- تعليقه على ما حدث في فرنسا من فرض حظر على ارتداء الحجاب في المدارس وقوله: (بأن هذا شأن داخلي، لا يحق لأحد التدخل فيه ... لا اعتراض لنا إذا أصدرت فرنسا قانوناً كهذا ... من حق كل دولة أن تصدر من القوانين ما يُناسبها).
- مواقفه المؤيدة لبناء الجدار الفولاذي الذي يفصل بين الحدود المصرية والحدود الفلسطينية ويجعل من مدينة غزة سجناً كبيراً.
وآخر مراحل التطويع هو تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخاً للأزهر قبل أيام في ١٩/ ٣/٢٠١٠م. والطيب تخرج من كلية أصول الدين، وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية وكان من قبل مفتياً لمصر وذلك من ١٠/ ٣/٢٠٠٢م حتى ٢٧/ ٩/٢٠٠٣م ثم رئيساً لجامعة الأزهر من ٢٨/ ٩/٢٠٠٣م، وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الحاكم.
وينتمي الطيب إلى أسرة صوفية حيث يرأس الطريقة الأحمدية الخلوتية الصوفية بمحافظة أسوان خلفاً لوالده وجده.
وقد أفتى بإباحة بيع المسلم للخمور في بلد غير المسلمين لغير المسلمين، وأجاز للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة، وأكد على أن التصويت على التعديل الدستوري المليء بالقرارات والقوانين الوضعية فرض عين، ويرى أن النقاب عادة من العادات كالزي العربي القديم، وشدد قبل اشهر على ضرورة خلع طالبات الأزهر للنقاب داخل لجان الامتحانات وداخل الجامعة!
فماذا يُتوقع من مثل هذا إلا إضعاف الأزهر والسير على خطى من سبقه، وتمرير مخططات التطويع للقضاء عليه؟!
والله المستعان.