للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اليهود وجريمة البحر]

محمد صالح المنجد

١٨ جمادى الآخرة ١٤٣١هـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين:

فمما يُدمي القلب، وتَدمع له العين، ما أصاب إخواننا شهداء النصرة ممن قامت بقلوبهم غيرة الإيمان والنخوة والمروءة، فهبوا لنصرة إخوانهم المظلومين ... ففاجأهم إخوانُ القردة والخنازير بهجوم مباغت في مشهد بشعٍ اختلطت فيها الدماء بالمياه.

١ - اليهود هم اليهود: أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، وأقربهم من النقمة، امتلأت قلوبهم بالحسد والحقد، يرتكبون المجازر تلو المجازر، (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).

وهذا الحدث من طبيعة النفس اليهودية الساعية للإفساد والقائمة بالإجرام، وقد فعلوا ما هو أكبر من ذلك، فهم قتلةُ الأنبياء، وسفكة الدماء، كذبوا على الله، وحرفوا كتبه، وأكلوا السحت، ونقضوا المواثيق والعهود.

٢ - ليست بأولى جرائمهم: وقد أخبرنا سبحانه وتعالى بجملة من كبائرهم فقال: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ)، (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ)، (وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ، وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ).

هذه بعض جرائم اليهود في القرآن، واليوم تلطخت أيديهم بدماء القتلى من مسلمين وغيرهم ممن جاء لنجدة المظلومين المحصورين.

٣ - اليهود لا يراعون في أحد ذمةً ولا عهداً: ولا يخافون الله في خلقه، كما أخبرنا تعالى بقوله: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً)، وقال: (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً).

وقد رأينا ذلك واضحاً في الوحشية اليهودية تجاه أناس عزَّل من بلدان مختلفة لا يملكون من أمرهم شيئاً، وهكذا اليهود (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً).

٤ - اليهود جبناء: ويتجلى خوفهم في تسترهم عن أي معلومات تتعلق بالقتلى أو الجرحى الذين تم نقلهم للمستشفيات.

٥ - اليهود قوم بهت: زعموا كذباً وزورا وجود أسلحة في السفن المحملة بالمساعدات الغذائية، وتحججوا بأن ركاب السفينة قاوموا بالسلاح، لتبرير جريمتهم.

٦ - (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ): وهذا واضح في استخدام الطائرات والسفن الحربية لمقاتلة أشخاص عزَّل.

٧ - الاستهداف الإسرائيلي رسالة موجهة إلى المسلمين جميعاً: وفحوى الرسالة: حذار ثم حذار من محاولة التفكير في نصرة أهل غزة!!

٨ - الأتراك المسلمون يعيدون إلى الأذهان الارتباط بين العثمانيين والأمة الإسلامية، ويوقظ في النفوس الحنين إلى الخلافة الإسلامية التي تحمي حمى المسلمين في كل أنحاء العالم.

٩ - كان واضحا في هذه العملية القصد اليهودي في الانتقام من اليقظة الإسلامية التركية، فقد ساءهم ما يقوم به الأتراك من دور فعال في الدفاع عن حقوق المستضعفين من المسلمين.

١٠ - المسلمون كالجسد الواحد: فالخليط الإسلامي في السفن البحرية (متطوعون من تركيا، الكويت، الجزائر، لبنان، الأردن ... ) يعكس تضامن المسلمين مع إخوانهم المستضعفين مع تباعد الديار.

<<  <  ج: ص:  >  >>