حركة التغريب في السعودية .. تغريب المرأة أنموذجًا
عنوان الكتاب ... حركة التغريب في السعودية .. المرأة أنموذجًا
اسم المؤلف ... د. عبد العزيز بن أحمد البداح
الناشر ... المركز العربي للدراسات الإنسانية - القاهرة
عدد الأجزاء: ... ١
عدد الصفحات: ... ٧٠٥
نوع الكتاب ... رسالة عالمية نال بها المؤلف درجة الدكتوراه من كلية الدعوة الإسلامية قسم الأديان والمذاهب بجامعة الأزهر.
التعريف بموضوع الكتاب:
منذ أشرقت شمس الإسلام وأضاء نوره المعمورة واستطاع بربانيته أن يغطي ويكتسح جميع الأديان والمذاهب والنحل, منذ ذلك الحين وأعداؤه يخططون ويدبرون ليضعفوا قوته, ويعكروا صفاءه, ويشككوا أتباعه فيه, فكثر الكيد, واشتدت الهجمات والأزمات, لتتكسر جميع تلك المعاول فوق صخرة الإسلام القوية, وتبوء جميع تلك المحاولات بالفشل الذريع وترتد إلى أصحابها خاسئة حسيرة.
واليوم .. واستمراراً لتك الجهود الخائبة أراد أعداء الملة أن يواصلوا المحاولة, علهم يصيبوا الإسلام في مقتل, فأجلبوا بخيلم ورجلهم وحدهم وحديدهم, وتشكلت خطاباتهم, وتنوعت دعواتهم وحركاتهم, وكان من أخطر هذه الحركات حركة التغريب في السعودية، والتي لم تألوا جهداً إلا وبذلته من أجل تغريب المجتمع السعودي بما فيهم المرأة التي كانت لها أوفر الحظ من هذه الهجمة الشعواء.
((التغريب في السعودية، المرأة أنموذجًا)) كتاب جاء ليرصد هذه الحركة رصداً دقيقاً, متحدثاً عن تاريخ نشأتها, ومراحل تطورها, وعن رموزها وشخصياتها, مستنداً على مراجع موثقة, ومنهجية علمية في الوصف والتحليل.
مهَّد المؤلف بتمهيد في مطلبين أوضح في الأول مكانة المرأة في الدين الإسلامي الحنيف, وكيف أنه حفظ حقوقها, وأعلى مكانتها, وبيَّن في الثاني مكانة المرأة في المجتمعات الغربية التي آل بها الحال إلى أن أصبحت سلعة رخيصة متداولة تحت أسس الحرية والمساواة المطلقتين, وتحت أساس العلمانية التي أقصت الدين عن حياة الناس وواقعهم.
أما الفصل الأول فكان لمحة عن واقع السعودية السياسي, والديني، والاجتماعي، ثم الحديث عن حركة التغريب من حيث ماهيتها, ونشأتها, ومراحل التطور التي مرت بها.
الفصل الثاني من فصول الكتاب اشتمل على ثلاثة مباحث تحدث المؤلف في أولها عن أهداف حركة التغريب, فكان مما ذكره من أهدافها خلع الحجاب والاختلاط, ورفع القوامة عن المرأة, وعمل المرأة في جميع المجالات, أما المبحث الثاني من هذا الفصل فتحدث عن الأسباب التي ساعدت على نهوض الحركة التغريبية والمتمثلة في أسباب داخلية, وأسباب خارجية. ثم ختم هذا الفصل بمبحث ثالث تحدث فيه عن العوائق التي تقف كحجر عثرة أمام حركة التغريب والتي منها: المكانة الدينية للبلاد, والتحالف القائم بين المؤسسة الدينية والقيادة السياسية, والرعاية التي تقوم بها الدولة ورموزها للنشاط الإسلامي وغيرها.
انتقل الكاتب بعد ذلك إلى الفصل الثالث ليتحدث عن الأساليب التي تتبعها الحركة لتغريب المرأة معرجاً على وسائلها وسماتها وذلك في ثلاثة مباحث, فذكر في المبحث الأول أن من أهم وأبرز الأساليب التي تتبعها الحركة التغريبية مهاجمة المنهج السلفي والمؤسسة القضائية, وتشويه المؤسسات الدينية, واتهام النشاطات والمراكز الدعوية, ورفع شعار الوطنية، ودعوى الإصلاح وغير ذلك من الأساليب.
أما في المبحث الثاني: فشرع الكاتب في تعداد وسائل حركة التغريب, فذكر منها التعليم, واستغلال الإعلام، والسياحة والترفيه، والجمعيات النسائية والمؤتمرات وغيرها من الوسائل التي تستخدمها للوصول إلى أهدافها.
وفي المبحث الثالث ذكر الكاتب سمات وصفات هذه الحركة التغريبية, فوصفها بأنها منظمة، تقوم بتوزيع مهامها بصورة متقنة, وتراعي في ذلك التدرج في الخطوات التي تتخذها نحو تغريب المرأة، كما أنها تقوم بدعم رموزها مادياً ومعنوياً وتوجيههم لخدمة الحركة وأهدافها. كما أنها تقوم بإقصاء مخالفيها وذلك برفض المناقشة، وتسفيه الرأي الآخر, إلى ما هنالك من السمات والصفات.
وفي الفصل الرابع تحدث المؤلف عن الآثار التي خلفتها الحركة التغريب في أربعة مباحث, المبحث الأول: تناول الآثار السياسية للحركة التغريبية، متمثلة في الجرأة في مواجهة الدولة، وتقوية الأقليات داخل المملكة، ودعم المعارضة الخارجية, وتقويض الأصول التي قام عليها النظام. وفي المبحث الثاني عرض المؤلف الآثار الثقافية التي خلفتها الحركة التغريبية والتي منها: تغيير المفاهيم والمصطلحات، وإضعاف الثقافة الشرعية في البلاد، والتشبع بالفكرة الغربية.
أما المبحث الثالث: فخصصه المؤلف لمناقشة الآثار الاجتماعية, فذكر منها التفكك الأسري, والتمرد على الأسرة, وارتفاع معدلات الطلاق والعنوسة في المجتمع, واستقدام الخادمات والمربيات, وتهيئة ظروف وأجواء التشدد والغلو.
ثم ختم هذا الفصل بمبحث رابع استعرض فيه بعض الآثار الأخلاقية لحركة التغريب فذكر منها: الابتزاز والتحرش الجنسي, وارتفاع معدلات الجريمة الخلقية في المجتمع.
وأخيراً ختم المؤلف كتابه بفصل خامس مهم اشتمل على مبحثين, تناول الأول الموقف من حركة التغريب, فبيَّن موقف الأنظمة والتعليمات من الحركة, وكذلك موقف الشخصيات السياسية والمؤسسات الدينية, وموقف العلماء والدعاة, والكتاب والمثقفين, وأخيراً موقف المجتمع من هذا التيار التغريبي, وتناول في الثاني أهم السبل لمواجهة حركة التغريب ومنها: الاستغلال الإيجابي لوسائل الإعلام, وإنشاء مراكز الدراسات الأسرية والاجتماعية, وتشجيع محاضن التربية والتوجيه النسائية, وكشف التيار التغريبي ورموزه والتحذير منه, والتعريف بحقوق المرأة في الإسلام, ورفع المظالم الواقعة على المرأة, وغيرها من الوسائل التي من شأنها أن تقف في وجه هذا المد التغريبي العاتي.
هذه بعض النقاط الأساسية للكتاب إلا أنها لاتغني عن قراءته وتصفحه فهو عمل علمي حافل بالمعلومات القيمة والتي تعكس الجهد المبذول في إعداده, فجزى الله مؤلفه خير الجزاء وكتب أجره وأجزل مثوبته.