لا تخطيء عين المتابع للشأن السعودي الهجمة الليبرالية على الإسلام وحملته ودعاته ومؤسساته، مستخدمين كل الطرق والوسائل الكفيلة بتحقيق أهدافهم التغريبية سواء كانت وسائلهم مشروعة أم غير مشروعة .. أخلاقية أم غير أخلاقية، فالافتراء والكذب والغش والتدليس والبهتان من الواجبات في الدين الليبرالي العربي -وخصوصاً السعودي- إذا كانت تحقق أهدافهم، والانقلاب على المبادئ الليبرالية المعلنة من نحو: مصادرة الرأي الآخر، وتكميم الأفواه، وإقصاء الخصوم، وتحريض القوى السياسية الداخلية والخارجية على استئصالهم يعد من الفروض إذا كان يحقق المقصود.
وكل هذه الأخلاق الرذيلة، والقيم المنحطة التي تخلق بها الليبراليون السعوديون في معركتهم مع دين الإسلام وحملته ودعاته وعلمائه تصبح من فضائل الأخلاق، ومن أوجب الواجبات على طريقة مكيافيلي ونيتشة ووليم جيمس وجون ديوي وأمثالهم من رموز التسويغية والنفعية.
ومن المتفق عليه عند الجميع -عدا الليبراليين وهم يكابرون- أن مجتمعنا السعودي ينحاز إلى أهل العلم والدعوة، ويثق بهم، ولا يقبل قول غيرهم، حتى أرباب الشهوات ممن لا يحملون فكراً منحرفاً تراهم يقفون مع أهل العلم والدعوة والحسبة ولو كانوا يضيقون عليهم في شهواتهم المحرمة.
ومن الملاحظ أن الليبراليين ومن عاونهم في إفسادهم يراهنون على فئة الصامتين-وهي الأكثر- ويستغلون صمتها في الكذب عليها، ويستخدمون سلبيتها في تحقيق أهدافهم؛ وذلك حين يزعمون أن من يعارض مشروعاتهم التغريبية هم فئة قليلة من المتشددين فقط، مصورين للناس وللغربيين أن المجتمع كله يقف معهم، وأن إرهاب المؤسسات الدينية، وتطرف العلماء والدعاة والمحتسبين هو الحائل دون عجلة التحديث والتطوير على النمط الغربي المبيح للمحرمات، مدعين أنهم فئة قليلة لا تمثل المجتمع، ويستدلون على ذلك بصمت كثير من الناس، ووقوفهم من معركة الليبراليين مع الإسلام موقف المتفرجين.
والمقترح الذي أرى أنه ناجع جداً ويضرب التيار الليبرالي في مقتل، ويؤجل مشروعاته التغريبية هو إنطاق الفئة الصامتة من المجتمع، وتحريكها من السلبية إلى الإيجابية؛ فإن الأمر يتعلق بدينهم وأخلاقهم وبيوتهم ونسائهم وبناتهم وأبنائهم، فكم عدد الأخيار والغيورين والمنحازين لهم من الرجال والنساء، وخصوصاً الموظفين والأكاديميين في الكليات الشرعية، وفي الكليات التجريبية، وفي التعليم العالي من طلاب الجامعات وفي التعليم العام من المدرسين والمدرسات، وكم سيكون عدد المقالات لو كتب كل واحد منهم مقالاً كل أسبوع أو كل شهر يرد فيه العدوان عن الدين وحملته والتزم بذلك؟! بحيث إذا نُشِر مقالٌ واحد للمفسدين من الليبراليين تنتهك فيه حرمة الشريعة، أو يُنال من حملتها، أو أَنطقوا من يحرف الأحكام ويبدلها لهم كُتبت مئات المقالات المنكرة عليه في حملة احتسابية تلقائية تتدفق عبر الإنترنت، منها ما يناقش فكرته عقلاً ويدحضها، ومنها ما يبين حكمها الشرعي، ومنها الوعظي الذي يعظ كاتبها ويعظ من يقرءون له، وأقلها من يتخذ موقفاً رافضاً لها, ولو أن يكون المقال في صفحة واحدة، ويذكر الكاتب اسمه الصريح وعمله أو مكان دراسته؛ لقطع الطريق على الليبراليين بادعاء الأسماء المجهولة؛ لأنهم تخلقوا بالكذب والافتراء، وكان بعضهم يكتبون بأسماء نسائية مستعارة، ويظنون أن الناس مثلهم فيرمونهم بدائهم. ولذلك فوائد عدة من أهمها: