تعد المسلسلات التاريخية من أنجح الأعمال التي تعرض على الشاشة الصغيرة (التلفزيون) والكبيرة (السينما) ونجاحها يتجاوز مسلسلات الدراما (المشاكل) الأخرى، هذه الحقيقة الفنية نثبتها بأربعة أعمال تلفزيونية اثنان من عالمنا العربي واثنان من مركز وقبلة السينما والتلفزيون (هوليود)
في عالمنا العربي يعد مسلسل (باب الحارة) من أكثر مسلسلات الدراما نجاحا فهو من الأعمال النادرة التي بلغت خمسة أجزاء، وأعيد عرضه على عشرات القنوات الفضائية العربية طوال السنة وفي أوقات مختلفة، ووصل تأثيره أوساط سياسية عربية ويهودية، وأشيع بأن هناك جهات أجنبية سعت لشراء المسلسل وعرضه على قنواتها، وهناك منتجات تجارية اشتقت من المسلسل، وزار استوديوهات التصوير مئات الآلاف من المعجبين، المثال الثاني مسلسل (الملك فاروق) هو أيضا عرض مرارا وتكرارا على قنواتنا العربية، وقد حصل للمسلسلين أخبار وجدل أشغلت الناس والأوساط الفنية والثقافية وكثر الحديث والنقل عنهما والاقتباس منهما، وهنا حالة أخرى عجيبة يعرض في رمضان أحيانا ثلاث مسلسلات تاريخية متشابهة في القصة والزمان والمكان والأحداث ومع هذا تنجح الثلاثة كلها.
في (هوليود) هناك آليات احترافية مختلفة يعرف من خلالها مدى نجاح العمل الفني، منها آلية الجوائز التي تقدم للأعمال الفنية
(السينما: جوائز أوسكار
- التلفزيون: جوائز إيمي
- الغناء: جوائز غرامي
- المسرح: جوائز توني)
تقام حفلات الجوائز هذه سنويا بعضها يقام منذ ٨٠ سنة ويكرم فيها أفضل الأعمال والعاملين خلال السنة، وتعتبر الأعمال الدرامية أهم العروض التلفزيونية والسينمائية ومن أشهر الدرامي العمل التاريخي فقد رشح لجائزة (إيمي ٢٠١١) - أهم جائزة في أمريكا خاصة بالتلفزيون- ستة أعمال عن فئة أفضل مسلسل درامي ثلاثة منها مسلسلات تاريخية، أحدها (مادمان) - أخر عرض أكتوبر٢٠١٠ موسم رابع- فاز في الثلاث سنوات الأخيرة بجائزة (إيمي) عن فئة أفضل مسلسل درامي وفاز ورشح عن فئات التمثيل والكتابة والإنتاج والماكياج وغيرها مرات عديدة، فاز العمل بجائزة (جولدن جلوب) - إحدى أهم ثلاث جوائز في أمريكا والعالم تكرم العمل السينمائي والتلفزيوني- عن فئة أفضل مسلسل درامي ثلاث سنوات متتالية قطعها عام ٢٠١١ عمل تاريخي جديد (بورد ووك امباير) انتهى عرض موسمه الأول في ديسمبر ٢٠١٠، فاز العمل بجائزة (جولدن جلوب) عن فئة أفضل مسلسل درامي وممثل دراما، وأيضا رشح للفوز بجائزة (إيمي٢٠١١) كواحد من ستة أفضل أعمال درامية في أمريكا - ثلاث منها مسلسلات تاريخية- ومتوقع أن يحصد العديد من جوائز (إيمي) في حفلها ٦٣ موقفا سلسلة فوز (مادمان) المتتالية هذه السنة، وهناك ترشيحات وفوز للمسلسلين على مستوى الجائزتين وجوائز أخرى متعددة. وكلا العملين يعرضان على قنوات كيبل (المدفوعة) ومع هذا حصلا على كل هذا النجاح.
المقصود أن نفهم أهداف المحادين للشريعة (ملاك القنوات الفضائية) عند عرضهم مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية) فهم لم يكن دافعهم خدمة الإسلام وتقريب صورة من تاريخه لعموم المسلمين لأن هؤلاء الشياطين قنواتهم ليل نهار تحاد الله ورسوله والمؤمنين وتفسد أولئك المسلمين فلا يظن غافل أن الشرع والسنة والدعوة كانت يوما في حسابات هؤلاء كل ما في الأمر أن الأرقام تثبت أن المسلسل التاريخي يرفع نسبة المشاهدين والإعلانات.