[تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية الجامع لكلام الإمام ابن تيمية في التفسير]
عنوان الكتاب ... تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية الجامع لكلام الإمام ابن تيمية في التفسير
اسم المؤلف ... إياد بن عبد اللطيف القيسي
الناشر ... دار ابن الجوزي - الدمام
سنة الطبع ... ط ١ - ١٤٣٢هـ
عدد الأجزاء: ... ٧
التعريف بموضوع الكتاب:
((كان إذا ذكر التفسير أبهت الناس من كثرة محفوظه, وحسن إيراده, وإعطائه كل قول ما يستحقه من الترجيح والتضعيف والإبطال))
بهذه العبارة العظيمة وصف البرزالي شيخ الإسلام ابن تيمية وحاله مع علم التفسير, مبيناً ما يتمتع به هذا الإمام من علم جمٍّ, واطلاع كبير بما يتعلق بكتاب الله تبارك وتعالى وفهمه, وليس هذا بمستغرب على شيخ الإسلام فهو لم يكد يترك علماً من العلوم إلا وتكلم فيه فأبدع, وجاء فيه بما لم يأت به أهل الفن أنفسهم.
بين يدينا هذا الأسبوع سِفر عظيم, وتفسير جليل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, ومن المعلوم أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يؤلف مصنفاً مستقلاً في علم التفسير بالطريقة التقليدية, إذ أنه لم يكن يرى ذلك, فهو يعتبر أن القرآن منه ما هو بيِّنٌ بذاته فهذا لا يحتاج إلى تفسير, ومنه ما يحتاج إلى تفسير وزيادة بيان وهذا قد بينه أهل العلم ووضحوه, ومنه ما هو مشكل, قد أشكل على العلماء من قبل, وهذا الذي تصدى له شيخ الإسلام وفسره وبينه وأوضح مشكله, إلا أن القارئ لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية يجد فيها الكثير من المواضع التي فسَّر فيها شيخ الإسلام بعض الآيات والسور, فقام الشيخ إياد القيسي بتتبع هذه المواضع واستقرائها من كتب الشيخ المطبوعة وجزء من كتبه المخطوطة, فجمعها وحققها وأخرجها للنور في هذا الكتاب الجليل, فجمع كل ما يتعلق بالتفسير سواءاً كان تفسيراً مقصوداً أصالة, كتفسير الشيخ لبعض الآيات والسور خاصة, أو كان هذا التفسير تبعاً, كالتفسير الذي يذكره الشيخ استطراداً في بعض المسائل, أو ما يكون من قبيل الإجابة عن سؤال عن معنى آية من آيات الكتاب العزيز, أو ما يكون من قبيل المناقشة لمن استدل ببعض الآيات على معنى باطل فيفسرها ليظهر الحق فيها ويبطل الباطل وغير ذلك.
وتكمن قوة تفسير شيخ الإسلام فيما يتميز به من مميزات ربما لا تتوفر في غيره من كتب التفسير, ومما يميز الشيخ في تفسيره التزامه بما رسمه في مقدمته في أصول التفسير من أن أمثل طريقة للتفسير هي تفسير القرآن بالقرآن, ثم بالحديث, ثم بما جاء عن الصحابة, ثم بأقوال التابعين ثم بالرجوع إلى لغة القرآن التي نزل بها, ومما يميزه أيضاً أنه لا يجعل القارئ محتاراً بين الأقوال المتخالفة بل يقوم بالترجيح بين الأقوال المأثورة عن أهل التفسير, كما يتميز أيضاً باحترامه لأقوال أئمة السلف في التفسير, وترجيحه بعض التفاسير على بعض.
الجدير بالذكر هنا أن هذا الكتاب قد سبقته كتب حاولت أن تجمع تفسير شيخ الإسلام وتنظمها في سلك واحد, ومن ذلك (تفسيرات شيخ الإسلام ابن تيمية) لإقبال أحمد الأعظمي, وكتاب التفسير ضمن مجموعة الفتاوى التي جمعها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم, و (دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية) للدكتور محمد السيد الجليند, و (التفسير الكبير للإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية) للدكتور عبد الرحمن عميرة وغيرها, إلا أن هذه المحاولات جميعها شابها الكثير من النقص ولم تستوعب تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وهذا ما جعل الكتاب الذي بين أيدينا يتميز عن سابقيه, فهو أوعب ما جُمع في تفسير شيخ الإسلام, فقد شمل تفسيره في جميع كتبه المطبوعة مع بعض المخطوطات، بالإضافة إلى كتب تلاميذه كابن القيم، وابن كثير وغيرهما, ولم يفته من تفسيره إلا القليل أو النادر.
ومما يميز هذا الكتاب أيضاً أن جامعه قد قام بخدمة النص بتوثيق النقولات, وتخريج الأحاديث, وترجمة الأعلام, وعزو الشعر, والتعليق على بعض المواضع اليسيرة.
وقد اعتنى الناشر بطباعة الكتاب اعتناءاً جيداً من حيث جودة الإخراج, وحسن الصف, وجمال الديباجة, فكان إخراجه متميزاً.
جزى الله الجامع والناشر خير الجزاء على الخدمة التي أسدوها للمدرسة التفسيرية, ونفع بهم الإسلام والمسلمين.