[سنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن الكريم]
عنوان الكتاب ... سنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن الكريم
اسم المؤلف ... حسن بن صالح الحميد
الناشر ... دار الفضيلة للنشر والتوزيع
سنة الطبع ... ١٤٣٢هـ
عدد الأجزاء: ... ١
عدد الصفحات: ... ٧٣٢
نوع الكتاب ... رسالة دكتوراه
التعريف بموضوع الكتاب:
إن استيعاب سنن الله في الأمم السابقة، واستحضارها في بداية الطريق، يسهم بشكل كبير في تقليل الأخطاء في مستقبل المجتمعات المعتبرة بهذه السنن، يعني ذلك الاستفادة من تجارب البشرية، في مجالات النجاح, واستخلاصها في دورات الإخفاق، فما إن تظهر مقدمات أمر ما حتى يعلم من واقع التجربة أن عواقبه إن استمر كذا وكذا، وذلك بموجب قانون وسنة لا تتغير.
والقرآن الكريم قد احتوى بين جنباته الحديث عن الأمم السابقة، وسرد لنا الكثير من القصص التي بينت حال تلك الأمم، وما آل إليه أمرها، كما اشتمل على منهج شامل, وتصوير كامل لموضوع السنن التي تحكم حياة الأمم, وتسيير شؤونها، في الجانبين النظري والتطبيقي.
والقليل من الدراسات التي اهتمت بهذا الجانب ذي الأهمية البالغة في حياة الأمة المسلمة خاصة, والبشرية عامة، ولا زالت الحاجة ماسة إلى طرْق مثل هذا الموضوع ودراسته دراسة مستفيضة.
الكتاب الذي بين أيدنا تكلم عن هذا الموضوع , حيث وقف المؤلف فيه وقفات موفقة مع سنن الله في الأمم، وذلك من خلال الآيات القرآنية، فتناول خصائص سنن الله في الأمم, ومنهج القرآن في عرضها، ثم تحدث عن مجالات سنن الله في الأمم كالحماية, والوقاية, والابتلاء, والتمحيص وغيرها، ثم عرج إلى ذكر آثار رعاية هذه السنن وعواقب الإعراض عنها، وختم ذلك بالحديث عن فقه هذه السنن.
وقد تناول ذلك في تمهيد وأربعة أبواب وخاتمة.
تضمن التمهيد أربعة مباحث احتوت على التعريف بعنوان الدراسة، وأهم الفروق بين سنن الله في الكون المادي وسننه في الحياة الإنسانية، وكذلك أهم الفروق بين سنن الله في الأمم وسننه في الأفراد، وتبيان أهمية مثل هذه الدراسة، والجهود التي بذلت في هذا السبيل في القديم والحديث.
وتناول في الباب الأول خصائص سنن الله في الأمم, ومنهج القرآن الكريم في عرضها، وذلك من خلال فصلين، جعل الفصل الأول منها حول خصائص سنن الله في الأمم كالثبات, والاطراد, والعموم, والشمول. بينما جعل الفصل الثاني حول منهج القرآن في عرض السنن.
وتحدث في الباب الثاني عن مجالات سنن الله في الأمم: مجزأة في تمهيد وخمسة فصول، فكان التمهيد حول شمول السنن لكل مجالات الحياة، وأن الله قد أقام الحجة على خلقه قبل أن يجعل هذه السنن تعمل فيهم، أما الفصل الأول فجعله في مجال الحماية والوقاية، وتناول فيه بعض السنن بالتفصيل، وأما الفصل الثاني فكان في مجال الابتلاء والتمحيص، وذكر فيه صور الابتلاء التي تقع عادة على الأمم، وفصّل القول في بعض السنن المتعلقة بهذا المجال، والفصل الثالث تكلم عن مجال التحذير والتهديد، وشرح فيه ما هو متقرر من أن سنة الله في الأمم أنه ينوع لهم في أساليب التحذير ويعظهم بالأمم السابقة، وخصص الفصل الرابع منها للحديث عن مجال الجزاء بشقيه: جزاء المطيعين المؤمنين، وجزاء المخالفين والكافرين. وختم الباب بالفصل الخامس الذي جعله للحديث في مجال الكشف والإبانة، وذلك بالحديث عن منهج القرآن في الكشف عن طبائع النفوس والإبانة عن المواقف والتصرفات، وأنها منسجمة مع تلك الطبائع.
وناقش في الباب الثالث آثار رعاية السنن وعواقب الإعراض عنها، وذلك في فصلين: تحدث في الفصل الأول عن آثار رعاية السنن، فذكر الآثار الحسنة والعواقب الحميدة التي تحققت للأمة الإسلامية في القرون الأولى، وذكر أيضاً الجوانب الحسنة عند الأمم الجاهلية المعاصرة، وأما الفصل الثاني فتحدث فيه عن عواقب الإعراض عن السنن، والواقع المؤسف للأمة الإسلامية في العصر الحاضر، وكذلك الجوانب المظلمة في الحياة الجاهلية المعاصرة.
وخصص الباب الرابع للحديث عن طريق الخلاص الذي ينبغي على الأمة أن تسلكه للنجاة في الدنيا والآخرة، وتناول هذا الباب في ثلاثة فصول، ابتدأ فصلها الأول بالحديث عن فقه السنن الإلهية، وثنى في فصلها الثاني بالحديث عن التفاعل مع السنن وتطبيقاتها، وختم هذه الباب بالحديث عن ضمان استمرار عطاء الأمة والمحافظة على ثمار العلم النافع والعمل الصالح، وكذلك استمرار قوتها وتماسكها.
والكتاب بمجموعه قيم، جدير بالقراءة والتأمل، وهو إضافة جميلة إلى المكتبة القرآنية، كتب الله أجر مؤلفه، ونفع به الإسلام والمسلمين.