[الحقيقة المفقودة]
عنوان الكتاب ... الحقيقة المفقودة
اسم المؤلف ... إياد الجلاد
سنة الطبع ... ط ١ - ١٤٣٢هـ
عدد الصفحات: ... ٤١٠
التعريف بموضوع الكتاب:
لم يعد العالم قرية واحدة .. فالجميع يقطنون اليوم منزلا واحدا .. منزل أَلْفرِدْ، لكنه بالرغم من ذلك تظل هناك حقيقة مفقودة فيه!.
بهذه العبارة الموجودة على الغلاف الخلفي، يمكن للقاريء أن ينظر للرواية بشمولية، وعمق أكبر، وذلك قبل الدخول في معمعة أحداثها المتتالية.
الحقيقة المفقودة رواية مبتكرة، صاغها المؤلف بطريقة جذابة، وأضفى على أحداثها شكلاً فلسفيا رائعا، وهي رواية تفاعلية .. مفعمة بالحيوية، وزاخرة بالأحداث المثيرة، وتجمع بين المتعة والعمق الفكري، وتمتزج فيها المغامرة بالرمزية البارعة.
تتسارع فيها الأحداث تارة، وتتباطأ فيها تارة أخرى، كما تتصاعد وتيرتها، وتتشابك خيوط القضية فيها إلى درجة تبدو شديدة التعقيد؛ فتصيب القارئ بالحيرة؛ وتدخله في تحد خاص.
وقد نوَّه المؤلف في البداية على أن كافة ما ورد في الرواية من معلومات تتعلق بأماكن، أو بأمور علمية، أو خاصة بالديانات والطوائف وغير ذلك، نوَّه إلى أنها حقائق صحيحة وواقعية.
وافتتح كتابه بعد ذلك بعبارة مثيرة قال فيها:
"هناك حقيقة مفقودة ..
حين تلوح لك ..
تبصر أمامك مفترق طرق ..
لا مجال للتردد ..
عليك أن تحدد وجهتك سريعا .. "
واحتوت الرواية على سبعة فصول, الستة الأولى منها متقاربة في الحجم، بينما كانت خيوط القضية فيها تتشابك أكثر فأكثر، حتى وصل تعقيد الأمور إلى الذروة في الفصل السادس، لكن ظلت الحقيقة مفقودة إلى نهايات الفصل السابع.
واستخدم المؤلف الأسلوب البوليسي التشويقي الذي يدفع القاريء لمواصلة القراءة، ويجعله في حالة بحث دؤوب كي يعثر على الحقيقة المفقودة إلى نهاية القصة، كما تمكن المؤلف من خلال هذا الأسلوب من تمرير عدة رسائل.
وبالرغم من تشعب الأحداث وتشابكها، وبث المؤلف في ثناياها لعدد من الرسائل الفكرية التي قد تبدو متنوعة للوهلة الأولى، إلا أن كل ذلك يجتمع في شيء واحد، ويصب في الهدف الأساسي الذي سعى المؤلف إلى إيصاله للقاريء.
لكن استخدام الأسلوب البوليسي، واستخدام الرمزية في القصص، له ضريبته؛ فهي أساليب تحتِّم على القاريء، أن يواصل قراءة الرواية دون انقطاع، وبتركيز عال؛ حتى يتسنى له ربط الأحداث؛ وتحليلها بدقة، وإلا تشتت ذهنه، وربما فقد رأس الخيط الذي يعينه على التقاط بقية الخيوط وجمعها لفهم روح القصة؛ فيغرق في لجَّة الوقائع السريعة المتتابعة، والمشاهد الكثيرة المتنوعة، دون أن يعي حقيقة ما يدور من أحداث.
وفي النهاية .. تبقى هذه الرواية عملا مميزا بحق في عالم الروايات الهادفة.