[معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث]
عنوان الكتاب ... معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث
اسم المؤلف ... عبد الله بن صالح العجيري
تقديم ... عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
الناشر ... الدرر السنية - الظهران
سنة الطبع ... ط ١ - ١٤٣٣هـ
عدد الصفحات: ... ٢٢٣
التعريف بموضوع الكتاب:
الحديث عن الأمور المستقبلية والتنبوء بها, أمر تتشوف له نفوس كثير من الناس فتراهم يفتشون عن أدلة الفتن والملاحم, ويبحثون عن نصوص أشراط الساعة وعلاماتها, ومن ثم يحاولون تنزيلها على ما يحدث من وقائع, وما يحصل من نوازل تصيب الأمة, دون أي ضابط أوقيد, أو قواعد تحكم هذه الاستدلالات, وتضبط هذه الإطلاقات, ونتيجة لذلك جاء الكثير منهم بالعجائب فأتوا بتأويلات متكلفة, وتنزيلات باطلة, وأسقطوا هذه النصوص على الواقع بأسلوب مستكره إذا تأمله متأمل وجد أنه يفتقد للفهم الصحيح, ويفتقر للتحقيق الواعي, والأدهى من ذلك أن يستدل على ذلك بأدلة باطلة, وأحاديث موضوعة أو ضعيفة فيجمع في ذلك حشفاً وسوء كيلة.
كتاب ((معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث)) جاء ليأصل فقه أشراط الساعة, ويبين الضوابط الشرعية لتنزيل نصوصها على الوقائع والأحداث, كما جاء ليبين الموقف الشرعي من نصوص الفتن والملاحم, ويكشف الانحراف الواضح الذي وقع فيه المعاصرون عند تعاطيهم مع نصوص أشراط الساعة.
ابتدأ المؤلف كتابه بمقدمات تسع رأى أنها لا بد منها في بداية الكتاب, واشتملت المقدمة الأولى من هذه المقدمات على بيان ماهية الفتن والملاحم وأشراط الساعة فعرف كل مفردة منهم على حدة تعريفاً لغوياً واصطلاحياً, وأما المقدمة الثانية فكانت لبيان حكم الشريعة وغاياتها في إيراد نصوص الفتن والأشراط, وعدد من هذه الحكم خمس حكم, فبين أن إيراد هذه النصوص قد يكون للابتلاء والامتحان, أو للتحذير مما يستقبل الناس وإرشادهم إلى ما يفعلونه, ومن الحكم أيضاً الاستعداد لقيام الساعة, وإظهار أن هذه الأخبار من دلائل النبوة فمتى تحققت زاد إيمان العبد ويقينه بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن الحكم أيضاً تغذية فضول الإنسان الذي يدفعه للتعرف على المستقبل.
في المقدمتين الثالثة والرابعة تناول المؤلف المقصود بتنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الواقع, وحكم هذا التنزيل من جهة الأصل, حيث أوضح أن تنزيل هذه النصوص على الوقائع والأحداث مشروع ولكن بضوابطه الشرعية وهذا ما درج عليه جماعة من أهل العلم.
وبين المؤلف أنه ليس من شروط أشراط الساعة أن تكون قبيل قيامها, بل قد تتقدمها بدهر طويل, وهذا ما ذكره في المقدمة الخامسة من مقدمات الكتاب, أما المقدمة السادسة فقسم فيها المؤلف أشراط الساعة بعدة اعتبارات وبين علاقة هذه الأقسام بعملية التنزيل.
وعن العبث الحاصل من الكتاب المعاصرين حيال نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة تحدث المؤلف في المقدمة السابعة, وضرب أمثلة على هذا العبث. وبين في المقدمة الثامنة الأسباب التي أدت إلى بروز هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة, ليختم بمقدمة أظهر فيها خطورة التنزيل الخاطئ لهذه النصوص, فذكر من ذلك أنه قول على الله بغير علم, وأنه سبب للقيام بعمل غير مشروع أو ترك عمل مشروع, وفيه تهيئة للجو لتصديق دعاة الضلالة, وغيرها من مكامن الخطورة في هذا الموضوع.
وبعد الانتهاء من مقدماته التسع شرع المؤلف في الحديث عن المعالم والمنارات التي لا بد منها لمريدي تنزيل النصوص على الواقع, وهذا المبحث عده المؤلف أمَّ البحث, وأصله ومقصوده الأول, حيث ذكر من هذه المعالم أربعةً وعشرين معلماً نذكرها هنا سرداً:
المعلم الأول: الاقتصار على نصوص الوحيين في الاستدلال.
المعلم الثاني: التحقق من ثبوت النص.
المعلم الثالث: التحقق من معنى النص.
المعلم الرابع: الأصل حمل النص على ظاهره
المعلم الخامس: أن يكون التنزيل عارياً عن التكلف.
المعلم السادس: التحقق من طبيعة الواقع.
المعلم السابع: النظر في استكمال الواقعة للأوصاف الواردة في النص من عدمه.
المعلم الثامن: التفريق بين الصفات المشتركة والصفات الخاصة.
المعلم التاسع: أن يكون النص حكماً على الواقع لا العكس.
المعلم العاشر: مراعاة ألفاظ الشريعة.
العلم الحادي عشر: التأني في التنزيل.
المعلم الثاني عشر: مراجعة العلماء في هذا الباب.
المعلم الثالث عشر: التجرد في البحث والخروج عن الهوى.
المعلم الرابع عشر: عدم محاكمة نصوص المستقبل للوقع الحالي.
المعلم الخامس عشر: محاولة افتعال واقع يمكن أن تنزل عليه النصوص.
المعلم السادس عشر: إعطاء كل تنزيل حقه من القطع والظن.
المعلم السابع عشر: مراعاة البعد الزمني وترتيب الأشراط.
المعلم الثامن عشر: تحديث الناس بما يعقلون.
المعلم التاسع عشر: وقفة مع اعتراض المتأخر على المتقدم في هذا الباب.
المعلم العشرون: الموقف من الوقائع المتكررة وتنزيل النصوص عليها.
المعلم الحادي والعشرون: الاشتراك في الاسم بين النص والواقع لا يلزم أن ينزل النص على هذا الواقع.
المعلم الثاني والعشرون: ليس شرطاً أن نربط كل فتنة وحادثة بالنصوص الشرعية.
المعلم الثالث والعشرون: عدم استحداث صفات لم ترد في النصوص الشرعية.
المعلم الرابع والعشرون: عدم تحديد تواريخ وأوقات معينة لوقوع الفتنة أو الملحمة أو الشرط.
الكتاب يقدم نظرة متوازنة في عملية تنزيل نصوص أشراط الساعة على الواقع بين الغالي والجافي, فجزى الله المؤلف خير الجزاء وأعلى منازله في عليين.