إنَّ من أعظم المصائب التي أصابت الأمة الإسلامية ظهور أئمة الضلالة الذين نشروا أفكارهم وعقائدهم باسم الإسلام وهدموا أركانه، ومن هؤلاء ابن عربي الصوفي المشهور بالقول بالحلول ووحدة الوجود، وقد كان له أنصار في كل زمان ومكان يروِّجون لفكره، ويبشِّرون بمذهبه، حتى يُلبِّسوا على الناس.
وجاء هذا الكتاب ليكشف عقيدة ابن عربي وأقوال العلماء في تكفيره أو التحذير منه من القرن السادس إلى القرن الثالث عشر.
تناول المؤلف الدراسة في بابين، الباب الأول تضمن أحد عشر فصلاً؛ فعرَّف بابن عربي في التمهيد تعريفاً موجزا، ثم تحدث في الفصل الأول عن عقيدة ابن عربي في الله جل جلاله، وفي الفصل الثاني في عقيدته في علو الله عز وجل، وذكر في الفصل الثالث عقيدته في المشركين وعبَّاد الأوثان واليهود والنصارى، وخصص الفصل الرابع في عقيدة ابن عربي في ألوهية فرعون، والفصل الخامس جعله في عقيدته في إيمان فرعون، والفصل السادس بيَّن فيه عقيدة ابن عربي في النبوة والأنبياء والولاية، بيَّن فيه طعنه في الأنبياء منهم نوح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإلياس عليهم السلام، وذكر في الفصل السابع عقيدة ابن عربي في حقيقة النار وزعمه بأن النار تنقلب لذةً ونعيماً للكفار، ثم بيَّن في الفصل الثامن عقيدته في الجهاد، وأنه لا يرى الجهاد وقتال الكفار مطلقاً، وفي الفصل التاسع تناول التأويل الباطني عند ابن عربي، وأما الفصل العاشر فخصصه في إيراد أقوال العلماء في بيان كذب ابن عربي، والفصل الحادي عشر أثبت فيه أن ابن عربي كان يأكل الحشيش.
وتناول في الباب الثاني، في الفصل الأول منه أقوال العلماء في تكفير أو تضليل أو التحذير من ابن عربي، وفي الفصل الثاني تحدث عن الكتب التي أُلِّفت في التحذير من ابن عربي، وذكر في الفصل الثالث كلام العلماء في إحراق أو إتلاف كتب ابن عربي، وأنكر في الفصل الرابع على من زعم أنَّ ثمة تأويلاً لكلام ابن عربي، وأورد فيه الردَّ على هذه المزاعم، ثم في الفصل الخامس أثبت أنَّ كتابه (الفتوحات المكية) و (الفصوص) لم يُدس فيهما شيء وأنه من كلامه،
وفي الفصل السابع تحدث عن سبب اهتمام النصارى بالصوفية وبكتب ابن عربي، وخصص الفصل الثامن في من يتولى ابن عربي، ويدافع عنه. ثم ختم الكتاب برسالة وجهها إلى العلماء وطلاب العلم في بيان الحق وكشف حقيقة الباطل. وذيَّل الكتاب بفهارس علمية.