للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنوان الكتاب

فقه الفتن - دراسة في ضوء نصوص الوحي والمعطيات التأريخية لسلف الأمة

اسم المؤلف

عبد الواحد إدريس الإدريسي

الناشر

مكتبة دار المنهاج - الرياض

سنة الطبع

ط ٢ - ١٤٣١هـ

عدد الصفحات:

٧٧٦

نوع الكتاب

أصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه من جامعة ابن زهر كلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة الدراسات الإسلامية.

التعريف بموضوع الكتاب:

حينما تموج الفتن وتنزل بالأمة, تتنزل معها جميع أنواع البلايا, وتعصف بالأمة على جميع المستويات, وتستجلب معها الهزائم على جميع الصُعد وفي شتى الميادين, وقلما يتنبه شخص للفتن ويحذر منها, لأنها إذا أقبلت لم يعرفها إلا خواص الناس, وإذا أدبرت عرفها الجميع, فكان لزاماً أن يتعرف المسلم على الفتن وفقهها, وأنواعها, وأصولها, وأسبابها, وآثارها, وعواقبها وغير ذلك, وهذا ما جاء هذا الكتاب ليبينه ويوضحه.

تناول الكتاب في الباب التمهيدي: مفهوم الفتن في اللغة وأهم معانيها اللغوية, كما تناول فيه أيضاً الفتنة في القرآن ومدلولاتها فيه, وأوضح عناية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في بيان الفتن, وعناية السلف من بعده بها, حيث أنها قد ألفت فيها الكتب العديدة, وأفردت فيها المصنفات, وكل ذلك يظهر اهتمام العلماء البالغ بالموضوع على مر المراحل التاريخية.

وفي الباب الأول من الكتاب ذكر المؤلف الأصول التي تقوم عليها الفتنة, ولمَّا كان المؤلف يرى أن أصول الفتنة وجذورها إنما كان في عهد الصحابة الكرام بدأ هذا الباب بفصل تناول فيه منزلة الصحابة والشرف الذي كانوا يتبوؤنه, والمكانة السامية التي كانوا يتسنمونها, وذلك تمهيداً للنظر فيما شجر بينهم, فبين عقيدة أهل السنة تجاههم, وأنهم يسلمون ألسنتهم عن الخوض فيما شجر بينهم ويمسكون عنه, بل ويثنون عليهم ويستغفرون لهم إلى غير ذلك مما ينبغي للمسلم أن يعتقده في حق الصحابة رضوان الله عليهم.

ثم ثنى المؤلف بفصل ثانٍ تناول فيه خلافة النبوة التي خلت من الفتن, وقصد بها خلافة الشيخين أبي بكر وعمر وخلافة عثمان رضي الله عنهم أجمعين, وفي الفصل الثالث تناول القسم الثاني من الخلافة الراشدة والتي صحبتها الفتنة وقصد بها خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وما حصل فيها من الفتن كفتنة الجمل وصفين, وما تلاها من الفتن في ولاية معاوية رضي الله عنه وابنه يزيد وغيرها. ثم تكلم المؤلف عن اتجاهات الناس ومذاهبهم في الفتن وأنهم ثلاثة اتجاهات فصنف يقاتل مع الإمام, وآخر يقاتله, وثالث لا يقاتله ولا يقاتل معه, وبين أن لكل طائفة من هؤلاء ما تستند إليه من أدلة وحجج. ليذكر بعد ذلك مذاهب العلماء في الحكم على ما وقع بين الصحابة وأن الناس منقسمون في ذلك إلى قسمين: فالقسم الأول هو الذي يعتقد أن كلا الطائفتين على صواب, والقسم الثاني من يصوب إحدى الطائفتين دون الأخرى.

أما الباب الثاني فبحث فيه المؤلف فقه الفتن من خلال مسالك الشريعة ومجالاتها، واحتوى هذا الباب على أربعة فصول, أولها تناول فيه فقه الفتن في سياق مسلك العقيدة, وسياق مسلك العبادات الشرعية, وأما الفصل الثاني فكان الحديث فيه عن فقه الفتن في سياق مكارم الشريعة, وفي الفصل الثالث تناول المؤلف فقه الفتن في سياق مقاصد الشريعة, ليختم هذا الباب بفصل أخير تحدث فيه عن فقه الفتن في سياق السياسة الشرعية.

أما الباب الثالث والأخير من الكتاب فقد خصصه المؤلف للحديث عن الأحكام المتعلقة بالفتن والتي يحتاج إليها المسلمون قبل الفتنة وأثنائها، وبعد تطايرها وذهابها, وكان ذلك في ثلاثة فصول:

الفصل الأول عن ما يلزم المسلمين فعله لدفع وقوع الفتن قبل وقوعها, كمعرفة أسباب الفتن حتى تُدافع وتُقاوم, وذكر من تلك الأسباب جملة: كقلة العلم وانتشار الجهل, والظلم, وضعف التدين وسوء الخلق وغيرها.

واعتبر المؤلف تعظيم حرمة المسلم, ولزوم جماعة المسلمين, وطاعة من اجتمعت عليه كلمتهم مما يلزم المسلمين فعله أيضاً لدفع الفتن قبل وقوعها. وأوضح أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب عظيم يحجز المسلمين عن الوقوع في الفتن.

وفي الفصل الثاني تناول ما يلزم المسلمين فعله إذا وقعت الفتن, كمعرفة حكم البغي وأصناف البغاة, ومعرفة أحكام القتال الدائر بين المسلمين أنفسهم, وما يسن فعله عند حلول الفتن.

ليأتي بفصل ثالث وأخير ذكر فيه أهم الأحكام الكلية والأصول الفقهية مع جملة من الضوابط التي تندرج ضمن فقه الفتن, وتناول تحت هذا الموضوع بعض القواعد الأصولية التي يستفاد منها في فقه الفتن كقاعدة الإجماع, وقاعدة اعتبار المآل, وقاعدة سد الذرائع.

ثم أتى المؤلف بمجموعة من القواعد الفقهية التي يستفاد منها في فقه الفتن كقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح, وقاعدة درء المفسدة المجمع على درئها مقدم على درء المفسدة المختلف على درئها, وغيرها من القواعد. ليذكر بعد ذلك بعضاً من الضوابط المهمة والمبادئ الضرورية في فقه الفتن, كالحجية القاطعة للقرآن والسنة وإجماع الأمة, ومعرفة أن مسائل الاجتهاد لا يصح فيها الإنكار على المخالفين, وألا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرها من الضوابط والمبادئ.

الكتاب قراءة متعمقة ومؤصلة لفقه الفتن .. نسأل الله أن يكتب لمؤلفه الأجر والثواب, وأن يقي المسلمين من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>