[التعامل مع غير المسلمين أصول معاملتهم واستعمالهم دراسة فقهية]
عنوان الكتاب ... التعامل مع غير المسلمين أصول معاملتهم واستعمالهم دراسة فقهية
اسم المؤلف ... عبدالله بن إبراهيم الطريقي
الناشر ... دار الفضيلة - الرياض
سنة الطبع ... ١٤٢٨هـ
نوع الكتاب ... رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء
التعريف بموضوع الكتاب:
يمتاز الإسلام بشموليته، فهو ما جاء لينظم علاقة المسلم بربه فقط بل نظم أيضا علاقة المسلم بالمسلم وعلاقة المسلم بغير المسلم، وقد حدث خلط في قضية علاقة المسلم بغير المسلمين وكان الناس ما بين متساهل قد تأثر بدعوات التقارب والتعايش السلمي والعولمة نتيجة شعوره بضعف المسلمين وهيمنة غير المسلمين وتسلطهم، وبين متشدد غلبته حماسته وعاطفته فخرج عن حدود الاعتدال كرد فعل لما يمر به المسلمون.
فحاول المؤلف في هذا الكتاب معالجة قضية معاملة غير المسلمين واستعمالهم بموضوعية واعتدال.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى بابين:
الباب الأول (أصول العلاقة مع غير المسلمين) وتحته أربعة فصول:
الفصل الأول في أسس عامة في علاقة المسلمين بغيرهم كسماحة الإسلام وكونه دينا عالميا خاتما والعدل والوفاء بالعهود والمواثيق ومنع الفساد في الأرض ومنع موالاة الكفار والقاعدة في معاملة الكافر وتوثيقه وقبول خبره.
والفصل الثاني هو: الأصل في العلاقة بالأمم السلم أم الحرب
وأما الفصل الثالث فهو حقيقة علاقة الأمة الإسلامية بالأمم الأخرى وتناوله في خمسة مباحث فذكر العلاقة بالحربيين وبالذميين والمستأمنين والعلاقة بأهل الهدنة والصلح والعلاقة بأهل الحياد والاعتزال والمعاهدات والتنظيم الدولي.
وفي الفصل الرابع ناقش حقوق غير المسلمين في دار الإسلام وواجباتهم وجعله في مبحثين الأول في الحقوق من حقوق شخصية وعقدية وفكرية وسياسية واقتصادية والمبحث الثاني في الواجبات كأداء الجزية بالنسبة للذمي وما في معناها من خراج وعشور، والتزام أحكام الإسلام.
ثم ننتقل إلى الباب الثاني وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول دار الحرب ودار الإسلام وعقده في ثلاثة مباحث تناولت تعريف معنى دار الإسلام ودار الحرب وتناولت دار العهد والموادعة ثم نظرة في الواقع المعاصر.
والفصل الثاني وهو التجاء المسلم إلى الكفار واستعانته بهم عقده في مبحثين الأول في التجاء المسلم إلى الكفار وبين فيه حكم السفر إلى بلاد المشركين وفي المبحث الثاني تعرض لاستعانة المسلم بغير الذميين.
والفصل الثالث استعانة الدولة المسلمة بغير المسلمين واستعمالهم وعقده في مبحثين الأول في استعانة الدولة المسلمة بأفراد الكفار وتناول حكم هذه الاستعانة من الناحية الدينية ومن الناحية الدنيوية والمبحث الثاني استعانة الدولة المسلمة بالدول الكافرة سواء الاستعانة بها على مثلها من الدول الكافرة أو الاستعانة بها ضد بغاة مسلمين أو ضد دولة مسلمة وتناول أيضا بالدراسة استعانة الدولة المسلمة بدولة كافرة في شؤون الحياة والتعاون بينهما وذكر صور هذا التعاون من التمثيل السياسي الخارجي والتحالف السياسي وتبادل المجرمين والأسرى وتسليم اللاجئين وتبادل المعلومات والأسرار.
والكتاب رغم توسط حجمه إلا أنه حوى شتات هذه المسألة الشائكة الحرجة مستعرضا لها باعتدال وموضوعية، وقد استعان في كتابه هذا كما أشار في المقدمة بالمنهج التأصيلي وذلك في النوازل والمستجدات، وبالمنهج الاستنباطي عند بيان فقه النصوص الشرعية أو قياس فرع بأصل أو تخريج على قول ومذهب وبمنهج المقارنة في عرض المسائل المختلف فيها والموازنة بينها ثم الترجيح والمنهج النقدي عند عرض الآراء الضعيفة أو الشاذة، مع توثيق النقولات وترجمة الأعلام وتخريج الايات والأحاديث وتعريف الغريب وإن كان الكتاب ينقصه الفهارس الكاشفة سواء كانت فهارس آيات أو أحاديث أو أعلام ... إلخ.
فجزى الله المؤلف خيرا على ما بذله من جهد، ونفع بما في هذا الكتاب لا سيما مع ما تمر به الأمة الإسلامية من ضعف وهوان وما تتعرض له من هجمات ومؤامرات تريد النيل منها ومن ثوابتها.