[العقيدة الواسطية]
عنوان الكتاب العقيدة الواسطية
اسم المؤلف شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية
المحقق علوي بن عبد القادر السقاف
الناشر الدرر السنية - الظهران
سنة الطبع ط ١ - ١٤٣٣هـ
عدد الصفحات ١٤٣
التعريف بموضوع الكتاب:
لا يخفى على أحد ما تتمتع به العقيدة الواسطية من قبول في أوساط طلاب العلم, وانتشار واسع بين مريديه, وذلك لما تتصف به من سهولة ويسر في أسلوب عرضها لمسائل المعتقد, ووضوح في عباراتها, وصحة في استدلالها, بالإضافة إلى اختصارها وقلة عباراتها, مع غزارة فوائدها وحسن سباكتها, فهي بحق يصدق عليها وصف أجمع وأخصر متن في العقيدة على منهج أهل السنة والجماعة.
كل ذلك وغيره من المميزات جعلها تتربع على عرش متون العقيدة السلفية لتصبح من أكثر المتون انتشارا وتداولاً, مما حدا بأهل العلم وطلبته إلى تحقيق نصها وشرح ألفاظها والاعتناء بها اعتناء بليغاً.
الكتاب الذي نسلط عليه الضوء هذا الأسبوع هو متن العقيدة الواسطية نفسه, ولعل ما يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم هو السؤال عما يميز هذا النص المحقق عن غيره من تحقيقات سابقة للمتن مفرداً أو مقترناً بشروحه, وهذا ما سنبينه أثناء قراءتنا لهذا الكتاب.
هذا المتن قد قابله المحقق على اثنتي عشرة مخطوطة, وليست الميزة في كثرة المخطوطات المقابل عليها وإنما في نوعية هذه المخطوطات, إذ أن واحدة منها قد قرئت على شيخ الإسلام ابن تيمية مباشرة, وهي تعتبر أوثق نسخة للعقيدة الواسطية أمكن الحصول عليها حتى اللحظة, وتحقق لأول مرة, وقد جعلها المحقق أصلاً للنص. أما بقية النسخ للمخطوطات فهي متفاوتة في جودتها وتميزها, وقد عرضها المؤلف في مقدمته مخطوطة مخطوطة وتعرض لأوصافها وبعض ميزاتها.
أما عن منهج المحقق في تحقيق النص فقد جعل النسخة المقروؤة على شيخ الإسلام أصلاً كما أسلفنا, ويليها في الترجيح النسخة التي رمز لها بـ (أ) وذلك لتميزها وتقدمها في تاريخ النسخ, كما قام بإهمال الفروق التي انفردت بها نسخة واحدة من نسخ المخطوطات عن الأصل, وأثبت في متن العقيدة ما لم يرد في الأصل وترجح لديه إثباته, أو كان خطؤه أو سقطه واضحاً ووجد في أغلب النسخ, وقام بإثبات ما اتفقت عليه نسختان أو أكثر وإن لم يكن موجوداً في الأصل.
ومما أهمله المحقق أثناء إثباته للفروق عبارات الثناء والدعاء وما لا فائدة من ذكره, ولم يشر إلى الأخطاء التي وردت في الآيات الموجودة في المخطوط.
وعن الاعتناء بالأحاديث الواردة في المتن فقد خرجها المحقق تخريجاً مختصراً يفي بالغرض ويؤدي المطلوب.
ومما يميز هذا التحقيق أنه انفرد ببعض الفوائد والفرائد التي وجدت في النسخة المقروؤة على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولم توجدت في أي نسخة مطبوعة حتى الآن, وهي من تعديلات شيخ الإسلام واستدراكاته أثناء القراءة عليه.
وبهذا نكون قد أتينا على أهم ما يميز هذه الطبعة الفريدة من متن العقيدة الواسطية, فجزى الله المؤلف والمحقق خير الجزاء ونفعهما بما كتبا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.