للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - التعاون على تحقيق القيم المشتركة وهي تشمل ما يلي (١):

أ - التعاون لصد الإلحاد في العقيدة.

ب - الوقوف ضد دعاة الإباحية.

ج- التعاون حول قضايا العدل والمستضعفين, والشعوب المضطهدة والأوطان المحتلة، والفقر والمرض ... الخ.

٧ - الاعتراف بالآخر، واحترام عقائده وشعائره، وتبادل الزيارات والمجاملات في المناسبات الدينيّة المختلفة (٢)، والمشاركة في عباداتهم أحياناً (٣)، ويدخل في ذلك التأكيد على المحبة والمودة, والإخاء والصداقة, والثقة والاحترام المتبادل معهم.

٨ - البعد عن جعل الحوار دعوة مبطنة سواء للإسلام أو النصرانية (٤).

ومن خلال ما سبق يتبين أن التقارب أمرٌ نسبي، فيمكن حصول التقارب إلى درجة الوحدة, ويمكن الاكتفاء بالتفاهم العام القريب من حوار التعايش.

وقد ظهر لي أن دعاة التقريب نوعان: النوع الأول: تجتمع فيه الخصائص السابقة إلاّ عدم تكفير اليهود والنصارى, ويمكن التمثيل لهذا النوع بالشيخ يوسف القرضاوي, ولجنة الحوار في الأزهر. النوع الثاني: تجتمع فيه الخصائص السابقة مع قوله بعدم تكفير اليهود والنصارى, كما هو قول جمال الدين الأفغاني والدكتور محمد عمارة مثلاً.

حكمه: حكم حوار التقارب يختلف بحسب نوع القرب، وقد سبق أن بينتُ أن دعاة التقريب على نوعين، والفارق بينهما هو تكفير اليهود والنصارى، فمن كفّرهم مع القول بالتقريب على نحو ما سبق فقوله بدعة مخالف لمنهج النبي في حواره مع أهل الكتاب، ومن لم يكفّرهم فقوله كفرٌ لأنه تكذيب لأمرٍ قطعي في القرآن والسنة، بغض النظر عن الأشخاص المعينين، لأن لهم شأن آخر فيما يتعلق بوجود الشروط وانتفاء الموانع, وليس هذا مجال بحثنا هنا.

أما المودة والمحبة القلبية، فإن كانت لدينه فهي كفر أكبر بغير خلاف، وأما إن كانت المحبة القلبية لغير دينه بل لأمر دنيوي، ولم يقتض ذلك مظاهرته على المسلمين فهي من الكبائر ولا توصل للكفر الأكبر.

وسأدلل على أن "حوار التقريب" مخالف لأصول الدين, ومناقض لمنهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشكل عام من خلال الوجوه التالية:

الوجه الأول: أنه موالاة للكفار ومخالفة لعقيدة الولاء والبراء، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة: ١]. ويقول تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... } [المجادلة:٢٢]. ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ... } [المائدة: من الآية٥١]. والمودة والموالاة في "حوار التقريب" هو الشعار البارز الذي يردد في اللقاءات والبيانات المشتركة.


(١) انظر لقاء الشيخ يوسف القرضاوي حول (الحوار بين الأديان) في: قناة الجزيرة - برنامج الشريعة والحياة - الثلاثاء ١٩/ ٨/ ١٤٢٢هـ , الموافق ٦/ ١١/ ٢٠٠١م.
(٢) انظر: خطاب الشيخ يوسف القرضاوي في ندوة الحوار بين الأديان - موقع إسلام أون لاين. نافذة الإسلام وقضايا العصر.
ومقابلة مجلة ليلة القدر مع رئيس لجنة الحوار بين الأديان الشيخ فوزي الزفزاف. www. Lailatalqadr.Com زاوية حوارات.
(٣) الحوار مع أهل الكتاب ص / ١٢٤.
(٤) انظر: الحوار الإسلامي المسيحي ص/٤٣ - ٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>