للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦. وعليه فإننا ندعو جميع المترددين والمتفرجين داخل الوطن السوري وخارجه أن ينحازوا إلى الشعب السوري وينصروه فقد أقبل أمره واتّجه، وأن ينفضوا أيديهم من النظام الذي ولّى وأدبر، وهو ساقط من عين الله بما ظلم وكفر وأجرم، وعلى المترددين أن يعتبروا بأنظمة كانت دونه في الظلم كيف أذلهم الله. وشعوبٍ ليست أكثر شجاعة من الشعب السوري كيف انتزعوا حقوقهم.

وانطلاقا مما سبق وتأسيسا عليه فإننا نتوجه بندائنا ومناشدتنا - نُصرَةً ونُصحاَ - إلى كل أطراف الشأن السوري.

وإلى كل من يهمه أمر هذا الشعب فنقول:

١ - على علماء سوريا في الداخل والخارج مسئولية جسيمة في تأييد مطالب الشعب، وحماية ثورته من الانحراف أو سرقة الأهداف. ونناشد علماء السلطة السورية أن يتقوا الله في أنفسهم ويصدعوا بكلمة الحق. وألا يكونوا عونا للظالمين، فهم أعرف الناس بفساد نظامهم وكفره ومظالمه.

٢ - نذكّر الشعب السوري بأهمية الالتفاف حول المخلصين من العلماء والمصلحين. وأن يحذر كل الحذر من استغلال الأعداء لهذه الظروف في تحقيق أهدافه الفاسدة، فلن ينقذ بلاد الشام ويحفظها بعد الله إلا شعبها الصامد. وعلى القادرين من التجار وشيوخ العشائر أن يجاهدوا بأموالهم وجاههم في مصلحة الشعب.

٣ - إن الشعوب والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني في كل بلد مدعوّة للوقوف مع الشعب السوري ماديا وإعلاميا وحقوقيا. والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف تعبر عنهم.

ونعبّر عن عميق أسفنا ودهشتنا من غياب المنظمات والحكومات العربية والإسلامية وصمتها عن قول كلمة حق في أبشع مجزرة يرتكبها نظام معادٍ لشعبه ولوسطه العربي والإسلامي.! ونحذر من أن هذا الصمت يعطي الذريعة لكراهيتها.

٤ - نؤكد دعمنا وشكرنا لموقف تركيا حكومة وشعبا من مأساة إخوانهم في سوريا. ونأمل أن تكون مواقف الحكومة التركية بعد الانتخابات أكثر وضوحا وقوّة وحسما، ونطالب جيران سوريا أن يحذوا حذوها. ونحذر الحكومة اللبنانية أن تتخلى عن واجبها تحت ضغوط حزب الله والنظام السوري.

٥ - نناشدكم أفراد الجيش والأمن أن تكفوا عن قتل الشعب، المطالب بحقوقكم المضحِّي من أجلكم. واعلموا أن انحيازكم للشعب سينقذ الجميع من الظلم. وانظروا كيف كان انحياز الجيش التونسي والمصري للشعب سببا في حقن الدماء واختصار معاناة الناس.

وعلى النظام السوري التنحي فورا ومنع كافة الانتهاكات وصور القمع وتزييف الحقائق. وأن يُسَلّم السلطة للشعب الذي قال فيه كلمته.

٦ - وأخيرا أيها الشعب السوري المرابط: أبشروا فإن إجماع الناس منعقد على شرف مواجهتكم ومشروعية جهادكم السلمي. ويكفيكم هذا شرفا .. فهنيئا لمن يقتل منكم صابرا محتسبا .. {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} [النساء: ١٠٤] ولا تستطيلوا الطريق فإنكم من النصر قاب قوسين أو أدني، وجاهدوا عدوكم بالصبر، واهزموه باجتماع الكلمة. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: ٢١].

اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان وانصر إخواننا في بلاد الشام على القوم الظالمين، واجمع كلمتهم على الحق، وسدد رأيهم واحقن دماءهم وارحم موتاهم واشف مرضاهم وفك أسراهم واخذل عدوهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أسماء الموقعين على بيان سوريا ١٤٣٢هـ

١. فضيلة الشيخ/ د. محمد بن ناصر السحيباني، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً

٢. فضيلة الشيخ/ د. عبدالعزيز بن عبدالمحسن التركي، المحامي والمستشار

<<  <  ج: ص:  >  >>