حادي عشر: قال الله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ} (هود١١٦)، وقال تعالى: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ} (الأعراف١٦٥)، فكانت النجاة لمن كان ينهى عن السوء والفساد، والمراد بالسوء والفساد هو ما اعتبره الشرع سوء وفساداً؛ من ترك الفرائض والواجبات وارتكاب الموبقات والمحرمات، فالواجب محاربة السوءِ والفسادِ بجميع أنواعه؛ الفسادِ المالي، والإداري، والقضائي، والإعلامي، والأمني، والخلقي، وغيرها وأن تضع الدولة جهازاً لمحاربة الفساد وهو الذي سماه الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في قول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران١٠٤)، وقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .. } (آل عمران١١٠).
ثاني عشر: الحذر من استرضاءِ أعداء الإسلام، وتقديمِ التنازلات لهم، والانهزاميةِ النفسية أمامهم، قال الله تعالى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (هود١١٣)، وقال تعالى: {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} (الإسراء٧٥).
ثالث عشر: الأجهزة الأمنية إنما هي لحماية الناس، وحفظ حقوقهم وحرياتهم التي كفلها لهم الإسلام، لا أن تكون أداة للحاكم في ظلم الشعب، وإرهابه، وسلب حقوقه.
والخطاب هنا يتجه إلى جميع حكام الدول العربية والإسلامية، وننتظر منهم عاجلاً إيقاف عجلة الفساد، وأن لا يحول أحدٌ من الحجَّاب بينهم وبين القيام بواجبات الإمامة وحاجة الناس.
نسأل الله تعالى أن يحفظ تونس ومصر وجميع بلاد المسلمين بحفظه، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
العلامة: عبدالله بن محمد الغنيمان - أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقاً.
الشيخ: د. عبدالله بن حمود التويجري - أستاذ الحديث وعلومه في السعودية.
الشيخ: د. عبدالمجيد بن عزيز الزنداني - رئيس جامعة الإيمان باليمن.
الشيخ: سليمان عثمان أبو نارو - أمير جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة بالسودان.
الشيخ: داعي الإسلام بن سالم الشهال - مؤسس التيار السلفي بلبنان.
الشيخ: عبد الآخر حماد الغنيمي - داعية إسلامي بمصر.
الشيخ: د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف - أستاذ العقيدة المشارك في جامعة الإمام بالرياض.
الشيخ: عصام بن محمد بن إسحاق العباسي - باحث شرعي في مملكة البحرين
الشيخ: د. محمد بن موسى العامر - عضو هيئة علماء اليمن.
الشيخ: د. عبدالغني بن أحمد التميمي - رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج.
الشيخ: أ. د. محمد بن تركي التركي أستاذ الحديث بجامعة الملك سعود بالرياض.
الشيخ: زهير بن مصطفى الشاويش - مؤسس المكتب الإسلامي في بيروت.
الشيخ: بدر بن ناصر الشبيب - الأمين العام للحركة السلفية بالكويت.
الشيخ: د. وجدي غنيم - داعية إسلامي.