للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن نجاح القنوات الإسلامية أقض مضاجع البعض, وجعلهم يسارعون للتحرك رغم أن العملية (وهي السماح لهذه القنوات بالبث) نوع من التوازن مع القنوات الأخرى المنفلتة - وهي بالمئات - سواءاً الحكومية أو الخاصة, وهذه القنوات لم تحصل على تراخيص بصفتها قنوات دينية (تمنع النيل سات القنوات الدينية) بل بصفتها اجتماعية ثقافية منوعة, ومع ذلك تم السماح لبعض القنوات النصرانية (بعد ضغوط متوالية من الكنيسة القبطية) والتي تجاهر بنصرانيتها وبعدها الديني بلا مواربة

كما لا ننسى الضغوط الأمريكية على المنطقة حيث فشل إعلامها العربي (قناة الحرة) (خصوصاً أن بعض القنوات الإسلامية تؤيد مقاومة الاحتلال الأمريكي سواء في العراق أو أفغانستان)، وهذه الضغوط ليست مباشرة بقدر ما هي ملاحظات لأصحاب القرار للانتباه (والحر تكفيه الإشارة كما يقولون).

مبررات الإغلاق التي ذكرت من الجهات الرسمية (وزارة الإعلام، النيل سات) لم تكن مقنعة, وليست منطقية ابتداءاً ..

"لتنقية الفضاء العربي من دعاوى الفتنة والجهل والتطرف والانحراف ". ... " تستهدف في مجملها الحفاظ على قيم المجتمع المصري والعربي ". ... "سعت بعض هذه القنوات إلى التكسب من خلال نشر طب بديل, مبني على الدجل والشعوذة تحت ساتر الدين والتشبث بالرسول صلى الله عليه وسلم ". ... " نشر هذه الخرافات, وخداع المتلقي المصري والعربي بوصفات تعتمد على الدجل والخرافة, فضلاً عن الترويج للمنشطات الجنسية, وطرق العلاج بالحجامة "

أما ما ذكر من شروط لإعادة البث والذي يتضمن التدخل في محتوى القنوات (لم يتم التأكد من صحة هذه المطالبات) فلا أظن عاقلاً - فضلاً عن مسئول عن قطاع إعلامي - يؤمن بها, بل ويطالب القنوات الإسلامية الالتزام بها!!

.. " لا تتعدى مساحة البرامج الإسلامية في القناة أكثر من ٥٠% من خريطة القناة. أن لا تكون هناك برامج للفتوى الشرعية مهما كان ضيف البرنامج. تخصيص مساحة كافية لإذاعة أفلام, أو أغنيات, أو مسرحيات. إشراك عناصر نسائية صوتاً وصورة في الخريطة البرامجية الجديدة ... "

أما في جانب الحلول - في نظري - بالنسبة للقنوات الإسلامية (جميعها) فالمطلوب التالي:

مراقبة المحتوى بدقة, والتأكد من عدم مخالفة وثيقة الشروط (بشكل عام) أي شروط التعاقد مع جهة البث.

أيضاً الحكمة في معالجة بعض القضايا المعاصرة ذات العلاقة بالطوائف, أو اليهود, أو النصارى, ولا يعني هذا إغلاق هذه الملفات بقدر ما هو التعامل معها بذكاء وروية

مراقبة الإعلانات التجارية والتي لا يخلو بعضها من مبالغة وأحياناً كذب (رأيت بعض اً منها في بعض القنوات) وهي وإ ن كانت قليلة فالأولى عدم عرضها, ويعوض الله خيراً منها

الاستعداد الفني للانطلاق من خلال أقمار أخرى, والفضاء اليوم فيه من التنافس الشيء الكثير .. هناك أقمار آسيوية تغطي المنطقة العربية وهي - في ظني - أقل حساسية من العربية والأوروبية

أيضاً الاستعداد الفني الكامل للبث من خلال الانترنت خصوصاً مع توفر سرعات اتصال معقولة لدى الكثير من الأسر وبسعر معقول، علماً بأن الدراسات والبحوث تشير إلى حلول البث التلفزيوني من خلال الانترنت محل البث عبر الستالايت خلال بضع سنوات (٥ - ١٠ سنوات).

التنسيق والتعاون بين القنوات الإسلامية بحيث يسد البعض مكان الآخر, ولا يتم التفرد بهذه القنوات بشكل فردي (أكلت يوم أكل الثور الأبيض!!) وهذا في الجانب الفني وأيضاً المحتوى، والبعد عن التنافس السلبي.

الاقتراح الأخير: لابد من وجود مقرات ومكاتب واستوديوهات في أماكن مناسبة (خارج العالم العربي) تكون رديفة وبديل في حال إغلاق الاستوديوهات والمقرات الإدارية, والانتقال السلس والسريع للبث من خلال أقمار أخرى غير مسيسة من خلال قاعدة فنية جاهزة ..

<<  <  ج: ص:  >  >>