تخرج من بيتها، لتعمل في بيت غيره: إذن النتيجة: هي تعمل في البيت.
ألم يكن بقاؤها في بيتها خير وأحسن تأويلا؟!!.
فبطلت هذه الصورة.
الثالثة: أن يعملا سويا في البيت.
ولا أحد يدعو إلى هذا؛ لأن معناه ترك الخارج كليا .. وهذا لم يقل به أحد، لا مناصرين، ولا متحررين.
فبطلت هذه الصورة أيضا.
الرابعة: أن يعملا سويا خارج البيت.
وهذا ما دعت إليه نوال السعداوي وغيرها، وهو مضمون فكرة عمل المرأة، لكن بمفهوم: أن تعمل خارج بيتها، ولو كان عملها الآخر في بيت آخر، المهم خروجها .. فالخروج هو المطلوب لذاته، والعمل وسيلة لذلك.
لكن هذه الصورة هي الواقعة، وهي الكارثة؛ لأنه يعطل المرأة من عمل البيت، فيبقى نصف العمل فارغا لا قائم به، والخادمة بالقطع لن تقوم به؛ إذ عملها ليس مجرد خدمة، وقيام بشئون التدبير، كلا، بل أرقى من ذلك ..
المرأة في بيتها حلقة وصل بين جميع الساكنين، فهي التي تدبر أمورهم وشئونهم كلها، وهي التي تفعل ذلك بالحب والشوق والصداقة، مندفعة بدافع الأمومة والزوجية ..
وهذا ما يبني في البيت سكنا، كحقيقته الموصوف به في القرآن: {والله جعل من بيوتكم سكنا}.
والمرأة هي سكن أيضا: {ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليه وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
فسكن البيت لا يتحقق إلا بسكن المرأة؛ أي سكونها في البيت؛ أي عملها فيه .. والخادمة أجنبية لا تحقق سكنا بالقطع.
هذه الصورة كذلك باطلة، والتجربة شاهدة، فكل الأنظمة التي أخذت بها، جنت من وراء ذلك:
- ازدياد نسب العنوسة.
- ازدياد نسب الطلاق.
- اختلال نظام الأسرة.
- نشوء أجيال محرومة من الأمومة.
- فساد الأعراض.
كله هذه وغيرها، عليها دلائل، بحثها وسردها في مقام آخر.
ما يعنينا: أن القسمة الأربعة لم يثبت منها منطقيا وعقليا وخلقيا إلا صورة واحدة ناجحة، هي: عملها داخله، وعمله خارجه.
هذه هي الفطرة، وهذا ما يعيد للأسرة نظامها، ويقضي على العنوسة، والطلاق، ويبني أسرا صحيحة ناجحة، إذا طبقت الشروط.
أقف هنا، بعد أن بينت تفاصيل الصور الأربعة، ولكم أن تتأملوا ..
شكرا لكم.