للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجلان. قال عمر: لله بِلادُك (١) يا ابن عباس) (٢).

* تحليل الاستدراك:

تعجب عمر من قول ابن عباس في تفسير هذه الآية، فتحقق منه قَولَه فيها، فأجابه ابن عباس بأنها فيمن يؤمر بالخير، فتأخذه العزة بالإثم، فيعتزُّ صاحبه بربه، فيقوم إليه يقاتله، يشري بذلك نفسه ابتغاء مرضاة الله. وهذا المعنى مُقتَنَصٌ من السياق، ففي الآية قبلها وَصَفَ الله تعالى هذا الرجل بالإفساد في الأرض،


(١) وفي طبعة التركي: (تِلادُك). جامع البيان ٣/ ٥٨٩، وهي بمعناها، وتُقال لِمَنْ يُمدَح ويُتَعَجب من أمره، كقولهم: لله دَرُّك، ولله أبوك. ينظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٢٣، ولسان العرب ٤/ ٢٧٩، والأغاني ١١/ ١٤٢، ١٦٧.
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢/ ٤٣٥ (٣١٧٢)، من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد. وإسناده معضل؛ فإن ابن زيد متأخر لم يُدرك إلا بعض التابعين. والأثر حسن بشواهده، ومنها:
- عن صالح أبي الخليل قال: سمع عمر إنسانًا يقرأ ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ﴾ إلى قوله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ فاسترجع فقال: (إنا لله وإنا إليه راجعون، قام رجلٌ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ فَقُتِل). أخرجه ابن جرير ٢/ ٤٣٨ (٣١٨٠)، وعبد بن حميد، كما في العجاب في بيان الأسباب ١/ ٥٢٨، كلاهما من طريق زياد أبي عمر، عن صالح بن أبي مريم أبي الخليل، وزياد صدوق، وأبو الخليل ثقة، لكن في السند انقطاع كما قال ابن حجر في العجاب. وعزاه السيوطي في الدر ١/ ٥٤٠ لوكيع. وينظر: تهذيب التهذيب ١/ ٦٥٤، و ٢/ ٢٠٠، والتقريب (ص: ٣٤٨)، و (ص: ٤٤٨).
- وعن عكرمة: أن عمر كان إذا تلا هذه الآية ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ﴾ إلى قوله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ [البقرة ٢٠٤ - ٢٠٧]، قال: (اقتتل الرجلان). عزاه السيوطي في الدر ١/ ٥٤٠ لعبد بن حميد، ورواية عكرمة عن عمر مرسلة. ينظر: تهذيب التهذيب ٣/ ١٣٤، وتحفة التحصيل ١/ ٢٣٢.
- وعن أبي رجاء العطاردي أن عليًّا قرأ هذه الآية، فقال: اقتتلا وربِّ الكعبة. أخرجه ابن جرير ٢/ ٤٣٥ (٣١٧١)، وابن أبي حاتم ٢/ ٣٦٨ (١٩٣٧)، والخطيب في تاريخه ١١/ ١٣٥، وعزاه السيوطي في الدر ١/ ٥٤٠ لوكيع، وعبد بن حميد، والبخاري في تاريخه، وإسناده حسن.

<<  <   >  >>