للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قسورة) (١)، وسُئِلَ عكرمة عن القسورة فقال: (الرُّماة. فقال له رجل: هو الأسد بلسان الحبشة. فقال عكرمة: اسم الأسد بلسان الحبشة عَنْبَسَة) (٢).

ومن مسائل هذا الاستدراك في قول ابن عباس : (ما أعلمه بلُغةِ أحدٍ من العربِ):

أولًا: التأكيدُ على اشتراط موافقة لسان العرب لِصِحَّة المعنى. فمفهوم عبارته : لو وافق لغةَ أحدٍ من العرب لقُبِل.

ثانيًا: لا يشترط في هذه الموافقة أن تكون على لغةِ أحَدٍ من العرب بعينه، فإنَّ لُغاتهم تتباين، وبِأفصَحِها نزل القرآن (٣)؛ ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء ١٩٥]، فلو وافق لُغةَ أحدهم لَصَحَّ الأخذُ به في التفسير.

ثالثًا: التنبيه على الأدب الواجب في مثل هذا المقام، حيث لم يَنفِ مجيءَ هذه اللفظة بهذا المعنى في لغة العرب، وإنما نفى علمَهُ بذلك، وهذا من كمال فقهه وإنصافه؛ فإن عدمَ العلم لا يعني العلم بالعدم، ولا يُحيط بلسان العرب إلا نبيّ، كما مَرَّ عن الشافعيّ (ت: ٢٠٤).

* * *


(١) جامع البيان ٢٩/ ٢١٢ (٢٧٥١٥)، والكشف والبيان ١٠/ ٧٩، وفي إسناده ضعف.
(٢) جامع البيان ٢٩/ ٢١١ (٢٧٥٠٥)، وإسناده حسن.
(٣) ينظر: لغة القرآن الكريم (ص: ١٠٥ - ١٠٩). وقال ابن خالويه (ت: ٣٧٠): (أجمع الناس جميعًا أن اللغة إذا وردت في القرآن فهي أفصح مِمَّا في غير القرآن، لا خلاف في ذلك). المزهر ١/ ١٦٨.

<<  <   >  >>