للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* تحليل الاستدراك:

ذُكِرَ لأبي جعفر (ت: ١١٤) أن المُراد بالذين آمنوا في الآية علي بن أبي طالب خاصًّةً، ومن ذهب إلى ذلك جعل جملة ﴿وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة ٥٥] حالًا، وحملوا الركوعَ على ركوعِ الصلاةِ، أي: يؤتون الزكاة حالَ ركوعهم في صلاتهم. واعتمدوا أيضًا سبب النُّزول الوارد، وهو أن رجلًا سألَ صدقةً وكان عليٌّ راكعًا في صلاة، فأخرج له خاتَمَه وكان من فِضَّة، وتصدقَ به عليه، فأخبر المسكينُ رسولَ الله بذلك، فأنزل الله هذه الآية (١). كما يقوي هذا التخصيص صحةُ إطلاقِ الكُلّ وإرادة البعض لُغةً، فتكون هذه الآية من العام الذي أُريدَ به الخصوص (٢)، وقد صَحَّ في معنى هذه الآية من السنة قوله : (من كنت مولاه فعليٌّ مولاه) (٣).


(١) أخرجه عبد الرزاق، وابن مردويه، كما في تفسير ابن كثير ٣/ ١١٩٤، وأخرجه ابن جرير في تفسيره ٦/ ٣٨٩ (٩٥٢١، ٩٥٢٣ - ٩٥٢٤)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٦٢ (٦٥٤٩، ٦٥٥١)، والطبراني في الأوسط ٦/ ٢١٨ (٦٢٣٢)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص: ٣٣٣) (٢٤٠)، والثعلبي في تفسيره ٤/ ٨٠، والواحدي في أسباب النُّزول (ص: ١٩٩)، وعزاه السيوطي في الدر ٣/ ٩٩ لعبد بن حميد، وأبي الشيخ، والخطيب في المتفق والمفترق، وابن عساكر. وجميع طرقه ضعيفةٌ جدًا وموضوعة، وقد بَيَّن عللها ابن كثير في تفسيره عقب كلِّ رواية، ينظر: تفسيره ٣/ ١١٩٤، وكذا ابن حجر في الكافي الشافِ ١/ ٦٣٦، وقال ابن تيمية: (وأجمع أهل العلم بالحديث على أن القصة المروية في ذلك من الكذب الموضوع). منهاج السنة ٧/ ١١. وينظر: مجمع الزوائد ٧/ ١٧، والفتح السماوي ٢/ ٥٧١.
(٢) ينظر: الإشارات الإلهية ٢/ ١٢٠، وروح المعاني ٦/ ٤٥٨.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٣٧٢ (١٩٣٤٧)، و ٥/ ٣٦٦ (٢٣١٥٦)، وفي فضائل الصحابة ٢/ ٥٦٩ (٩٥٩)، وابن أبي شيبة في المصنف ٦/ ٣٧٢ (٣٢١١٨)، والترمذي في الجامع ٥/ ٦٣٣ (٣٧١٣)، والنسائي في الكبرى ٥/ ٤٥ (٨١٤٥)، و ٥/ ١٣١ (٨٤٦٨)، وابن حبان في صحيحه ١٥/ ٣٧٥ (٦٩٣١)، والطبراني في الأوسط ١/ ١١١ (٣٤٦)، و ٢/ ٢٤ (١١١١)، وفي الكبير ٣/ ١٧٩ (٣٠٤٩)، و ٥/ ١٩٥ (٥٠٧١). من طُرُقٍ، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه الإمام أحمد، وصححه ابن جرير، وابن حجر. ينظر: منهاج السنة النبوية ٧/ ٣٢٠، والمطالب العالية ٤/ ٢٥٢، ومختصر زوائد البزار ٢/ ٣٠٦، وتهذيب التهذيب ٣/ ١٧١.
وأبطل ابن تيمية عددًا من الزيادات في هذا الحديث كزيادة: (اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه)، و (أنت أولى بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ) وذكر أنها كذب. ينظر: منهاج السنة النبوية ٧/ ٣١٩.

<<  <   >  >>