للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أيضًا بما سبق ضعف القول الأول وشذوذه، وقد جعله الكرماني (١) (ت: بعد الخمسمائة) من قسم العجيب في الآية (٢)، وهو ما فيه أدنى خلل ونظر (٣).

[ومن مسائل هذا الاستدراك]

أولًا: في قول قتادة (ت: ١١٧) للحسن (ت: ١١٠): (ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه) في سياق استدلاله على صِحَّة قوله وترجيحه له، إشارةٌ إلى أن أقوال أهل الكتاب وأخبارهم تعتبر مُرَجِّحًا في التفسير، خاصَّةً ما اتفقوا عليه وثبت عنهم، وهو كذلك، وهذا من فقه السلف في الاستدلال، وقد ورد الترجيح بنحو ذلك عن عدد من مُفَسِّري السلف. (٤)

ثانيًا: ظهور أثر مسألة عصمة الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- في التفسير، فقد كانت من أسباب اختلاف المفسرين في كثير من المواضع المتعلقة بهذا الجانب، وهي راجعة إلى تأثر المفسر بمنهجه العقدي في تفسيره، وحمله معاني القرآن الكريم على ما لا يُخالف اعتقاده، فضلًا عمَّا يُبطله بوجه من الوجوه. (٥)

* * *


(١) محمود بن حمزة بن نصر الكرماني، برهان الدين أبو القاسم تاج القراء، النحوي المقرئ المفسر، صنف: غرائب التفسير، وتوفي بعد (٥٠٠). ينظر: معجم الأدباء ٦/ ٢٦٨٦، وطبقات المفسرين، للداوودي (ص: ٥٠٨).
(٢) غرائب التفسير ٢/ ١٢٢٧.
(٣) المرجع السابق ٢/ ١٤١٣.
(٤) كما في الدر ٥/ ٤٤٧ عن كعب الأحبار، وتفسير ابن أبي حاتم ٣/ ٧٦١ عن ابن عباس ، وسؤالاته لأبي الجلد في تفسير ابن أبي حاتم ١/ ٥٥، والزاهر، لابن الأنباري ٢/ ٣١٧، والدر ١/ ١٠٢، وسؤالاته لكعب الأحبار في تفسير ابن وهب ١/ ٢٩، ٢/ ٨٠، وتفسير ابن أبي حاتم ٨/ ٢٥٩٦، ٢٥٩٧، والدر ٥/ ٣٩٦، و ٧/ ١٥٦.
(٥) ينظر في التأصيل والتمثيل لأثر هذا الجانب في التفسير: أسباب اختلاف المفسرين (ص: ١١٩)، وسبقت الإشارة إلى شيء من ذلك في الاستدراك رقم (٢٤) (ص: ١٤٨).

<<  <   >  >>