للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابن أبي زمنين (ت: ٣٩٩)، والواحدي (ت: ٤٦٨)، والسمعاني (ت: ٤٨٩)، وابن العربي (ت: ٥٤٣)، والرازي (ت: ٦٠٤)، وأبو حيَّان (ت: ٧٤٥)، وابن القيم (ت: ٧٥١) (١).

ويَبعُدُ نزوع ابن عباس عن قوله إلى قول علي، كما في رواية الاستدراك؛ لأنه مُخالف لِما اشتهر عنه القول به، ولما في شواهدِ الاستدراك وسببِ النُّزول الذي اعتمده ابن عباس. وروايةُ ابن أبي حاتم في الشواهد أصح من رواية الاستدراك، ولا رجوع فيها، فمن ثَمَّ تكون زيادة رجوع ابن عباس ضعيفة، أو أنها كانت في أول الأمر ثم اختار غير ذلك.

[ومن مسائل هذا الاستدراك]

قال ابن القيم (ت: ٧٥١): (ولمَّا علم أصحاب الإبل أن أخفافها أبعد شيء من ورْيِ النار؛ تأَوَّلوا الآية على وجوهٍ بعيدة، فقال محمد بن كعب: هم الحاج إذا أوقدوا نيرانهم ليلة المزدلفة. وعلى هذا فيكون التقدير: فالجماعات الموريات، وهذا خلاف الظاهر، وإنما الموريات هي العاديات، وهي المغيرات، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس هم: الذين يغيرون، فيورون بالليل نيرانهم لطعامهم وحاجتهم، كأنهم أخذوه من قوله تعالى ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ﴾ [الواقعة ٧١]، وهذا إن أُريدَ به التمثيل، وأن الآية تدلُّ عليه فصحيح، وإن أُريدَ به اختصاص الموريات فليس كذلك؛ لأن الموريات هي العاديات بعينها؛ ولهذا عطفها عليه بالفاء التي للتسبب، فإنها عَدَتْ فَأَوْرَتْ. وقال قتادة: الموريات هي الخيل توري نار العداوة بين المقتتلين. وهذا


(١) ينظر: معاني القرآن، للفراء ٣/ ٢٨٤، وتفسير غريب القرآن (ص: ٤٦٦)، وجامع البيان ٣٠/ ٣٤٧، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٥٣، وتفسير القرآن العزيز ٥/ ١٥٤، والوسيط ٤/ ٥٤٤، وتفسير السمعاني ٦/ ٢٧٠، وأحكام القرآن، لابن العربي ٤/ ٣٣٣، والتفسير الكبير ٢٣/ ٦١، والبحر المحيط ٨/ ٥٠٠، والتبيان في أقسام القرآن (ص: ٨٢).

<<  <   >  >>