للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي لشدَّة الكرِّ والفرّ، وقال الآخر (١):

يخرجنَ من مستطير النَّقع داميةً … كأنَّ آذانَها أطراف أقلام

سادسًا: قال ابن القيم (ت: ٧٥١): (قالوا: وأمَّا قولكم: إنه لم يكن بمكة حين نزول الآية جهادٌ ولا خيلٌ تجاهد، فهذا لا يلزم؛ لأنه سبحانه أقسم بما يعرفونه من شأن الخيل إذا كانت في غزوٍ فأغارت، فأثارت النقع، وتوسَّطَت جمعَ العدوّ، وهذا أمر معروف، وذِكرُ خيل المجاهدين أَحَقُّ ما دخل في هذا الوصف، فَذِكره على وجه التمثيل لا الاختصاص، فإن هذا شأن خيل المقاتلة، وأشرف أنواع الخيل خيل المجاهدين) (٢)، ولا يمنع أن تكون مكيَّة وفيها إشارة إلى الجهاد (٣).

وقول ابن عباس في هذه الآية هو قول جمهور المفسرين وعامَّة اللغويين (٤)، ومنهم: أبو العالية (ت: ٩٣)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والضحاك (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، والعوفي (ت: ١١١)، وعطاء (ت: ١١٤)، وقتادة (ت: ١١٧)، والربيع (ت: ١٣٩) (٥)، ومقاتل (ت: ١٥٠) (٦). وهو اختيار الفراء (ت: ٢٠٧)، وابن قتيبة (ت: ٢٧٦)، وابن جرير (ت: ٣١٠)، والزجاج (ت: ٣١١)،


(١) البيت بلا نسبة في أدب الكاتب (ص: ٨٧)، والأمالي، للقالي ٢/ ٢٥٢، ونَسَبَه في العقد الفريد ١/ ١٦١ لعدي بن الرقاع العاملي، وفي خزانة الأدب ١٠/ ٢٤٠ لعدي بن زيد العِبادي.
(٢) التبيان في أقسام القرآن (ص: ٨٣).
(٣) كما في تفسير عمر لقوله تعالى ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر ٤٥]، وتفسير أبي سعيد الخدري لأول سورة الروم. ينظر: جامع البيان ٢٧/ ١٤٢، و ١٢/ ٢٦، وقد عنون ابن حبيب النيسابوري (ت: ٤٠٦) لمثل هذا النوع بقوله: (ما يشبه تنْزيل المدينة في السور المكية). ينظر: التنْزيل وترتيبه (ص: ٤٢).
(٤) ينظر: الزاهر، لابن الأنباري ٢/ ١٨٤، وزاد المسير (ص: ١٥٧٩)، والجامع لأحكام القرآن ٢٠/ ١٠٥، والبحر المحيط ٨/ ٥٠٠.
(٥) جامع البيان ٣٠/ ٣٤٥، وزاد المسير (ص: ١٥٧٩).
(٦) تفسيره ٣/ ٥١٠.

<<  <   >  >>