للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• المَبْحَثُ الخَامِسُ: اخْتِلَافُ مَدَارِسِ التَّفْسِيرِ وَعَلَاقَتُهُ بِالاسْتِدْرَاكَاتِ فِيهِ.

تُطلَقُ المَدرسةُ ويُراد بها لغةً: مكانُ الدَّرسِ والتعليمِ (١).

ثُمَّ تُوُسِّعَ في معناها حديثًا، فصار يُراد بِها في عُرف الاستعمال: (جماعةٌ من الباحثين تعتنقُ مذهبًا مُعَيَّنًا، أو تقولُ برأيٍ مُشتَرَك. ويُقالُ هو من مدرسة فلانٍ: على رأيِهِ ومذْهَبِه) (٢).

وعلى هذا دَرَجَ جماعةٌ من المعاصرين (٣)؛ فاستعملوا مصطلح "مدارس التفسير" في هذا المعنى (٤)، وقَسَّموا هذه المدارس بحسب أمصار أعلام المفسرين


(١) ينظر: تهذيب اللغة ١٢/ ٢٥٠، والقاموس المحيط (ص: ٤٩٠).
(٢) المعجم الوسيط (ص: ٢٨٠) بتصرف يسير. وأشار الدكتور إبراهيم السامرائي إلى أن استعمال لفظة "المدرسة" بهذا المعنى إنَّما جاء تقليدًا للاستعمال الغربي لَهَا؛ والذي يريدون به ما يُقابِل كلمة "مذاهب" في الاستعمال العربي. ينظر: المدارس النحوية (ص: ١٣٩ - ١٤١)، ومقال: الدرس النحوي في بغداد أم مدرسة بغداد النحوية، للدكتور محمد قاسم، مجلة التراث العربي، عدد: ٦٤، ١٤١٧، و مقالاتٌ في علوم القرآن وأصول التفسير، للدكتور مساعد الطيار (ص: ٢٩٥).
(٣) من أوائل من استعمل هذا المصطلح في تأريخه لعلم التفسير: الدكتور محمد حسين الذهبي، في كتابه التفسير والمفسرون ١/ ١١٠، وتبعهُ عليه عددٌ من الباحثين نحو: عبد الله بن عباس ومدرسته في التفسير، لعبد الله محمد سلقيني، ومناهج المفسرين- التفسير في عصر الصحابة، لمصطفى مسلم (ص: ٤٥)، وفي علوم القرآن، لأحمد حسن فرحات (ص: ٢٤٢)، وتفسير التابعين، لمحمد الخضيري ١/ ٣٦٥، والمدرسةُ القرآنيةُ في المغرب، لعبد السلام الكنُّوني، ومدرسة التفسير في الأندلس، لمصطفى المشيني، ومنهج المدرسة الأندلسية في التفسير، لفهد الرومي، ومدرسة الكوفة في تفسير القرآن العظيم، لمحمد حسين الصغير، مجلة المورد العراقية، مجلد ١٧/ عدد ٤، ١٩٨٨ م.
(٤) لم أجد تحديدًا لمصطلح "مدارس التفسير" عند أحدٍ ممَّن استعمله، وقد أشار إلى ذلك صاحب تفسير التابعين ١/ ٣٦٩، ثم لم يُبيِّن أيضًا مراده به!.

<<  <   >  >>