للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الصحابة والتابعين (١)، ومَيَّزوا كُلَّ مدرسةٍ بخصائص تنفرد بِها عن غيرها.

وقد انحصرت بِهذا مدارسُ التفسيرِ في ثلاثِ مدارس (٢):

الأولى: مدرسة ابن عباس بِمَكَّة، وأشهر تلاميذها سعيد بن جبير (ت: ٩٥)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، وطاووس (ت: ١٠٦)، وعطاء بن أبي رباح (ت: ١١٤).

الثانية: مدرسةُ أُبَيّ بن كعبٍ بالمدينة، وأشهر تلاميذها أبو العالية (ت: ٩٣)، ومحمد بن كعب القرظي (ت: ١٠٨)، وزيد بن أسلم (ت: ١٣٦). (٣)

الثالثة: مدرسةُ ابن مسعود في العراق، وأشهر تلاميذها علقمة بن قيس (ت: ٦٢)، ومسروق بن الأجدع (ت: ٦٣)، والشعبي (ت: ١٠٤)، والحسن (ت: ١١٠)، وقتادة (ت: ١١٧).


(١) ينظر: التفسير والمفسرون ١/ ١١٠. وقَسَّم بعضهم مدارس التفسير- باعتبار مصدر التفسير- إلى: مدرسة التفسير بالأثر، ومدرسة التفسير بالرأي. ينظر: أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي (ص: ٦٣)، وتفسير التابعين ٢/ ١١٦٩. والتقسيم بحسب الأمصار هو الأشهر.
(٢) ينظر: التفسير والمفسرون ١/ ١١٠. ووسَّعها بعضُهم وزاد: مدرسة التفسير في البصرة، والشام، واليمن، ومصر. ينظر: تفسير التابعين ١/ ٥٢٥. كما قابل بعضُهم بين مدرسة المغاربة والأندلسيين، ومدرسة المشارقة في التفسير. ينظر: المدرسةُ القرآنيةُ في المغرب (ص: ١٢٠، ٢٩٣)، ومنهج المدرسة الأندلسية في التفسير (ص: ٨).
(٣) نَسَبَ الخضيريُّ مدرسةَ المدينةِ إلى زيد بن ثابت ، وذكر من تلاميذها عروة بن الزبير (ت: ٩٤)، وسعيد بن المسيب (ت: ٩٤)، وسليمان بن يسار (ت: ١٠٧)، ولم يُشِر فيها إلى أُبَيّ بن كعب أو أحد تلامذته. ينظر: تفسير التابعين ١/ ٥٠٥.
وهذا يشير إلى ضعف الأصل الذي بُنِيَ عليه تقسيم المدارس وتحديد علمائها وطلابها، ويؤكد ذلك التنازعُ الظاهرُ في تحديد مدرسة عدد من التابعين مِمَّنْ أقام بأكثر من مصرٍ، وأخذَ عن أكثر من شيخ من شيوخ هذه المدارس، كمجاهد، والحسن، وأبي العالية، وأبي مالك الغفاري، وأبي الشعثاء جابر بن زيد، وغيرهم.

<<  <   >  >>