للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكاتب في بعض الآيات، وإنكار بعض القراءات، والأقوال التي خالفت الأحاديث صراحةً، فقهًا وتصوفًا واعتقادًا، مع أن ما تُرِكَ ذكره من أقوال السلف لا يدلّ على ما يذهب إليه بعض المبتدعة في أحيان كثيرة. (١)

* * *

[٤٣] ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام ١٦٠].

عن أبي هريرة قال: (ما تقولون ﴿بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأنعام ١٦٠]، لمن هي؟ قلنا: للمسلمين. قال: لا والله، ما هي إلا للأعْرَابِ خاصَّةً، فأمَّا المهاجرون فسبعمائة) (٢).

* تحليل الاستدراك:

ذهب جُلَساءُ أبي هريرة إلى أن تضعيف الحسنة إلى عشرِ أمثالها عامٌّ لجميع المسلمين، أخذًا بظاهر الآية وعمومها؛ إذ لفظ "مَنْ" من أشهر صيغ العموم، كما يدل على العموم سياق الآية؛ إذ يُقابل تضعيف الحسنة لعموم المسلمين، الجزاء بالسيئة لعموم المسلمين أيضًا، فكما أنه لا تخصيص في الجزاء بالسيئة، فكذلك في


(١) المرجع السابق ١/ ٣٦٤، وينظر: مجموع الفتاوى ١٣/ ٣٦٨، والفتاوى الحديثية (ص: ٢٢٦ - ٢٢٧).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٣٢ (٨١٦٩)، من طريق أبي حاتم، عن فضل بن سهل، عن عارم، عن سعيد بن زيد، عن سعيد الجُريري، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه .
وإسناده صحيح لغيره، وله شواهد:
- عن أبي سعيد الخدري، أخرجه ابن جرير ٨/ ١٤٥ (١١١١٥)، وإسناده صحيح.
- وعن ابن عمر، أخرجه سعيد بن منصور ٤/ ١٢٥٢ (٦٣٦)، وابن جرير ٨/ ١٤٥ (١١١١٦)، وابن أبي حاتم ٣/ ٩٥٥ (٥٣٣٨)، و ٥/ ١٤٣٢ (٨١٦٨)، وعزاه السيوطي في الدر ٣/ ٣٦٦ لعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه، وإسناده ضعيف؛ لعطية العوفي.
- وعن ابن عباس، عزاه السيوطي في الدر ٣/ ٣٦٦ لأبي الشيخ.

<<  <   >  >>