للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥٠] ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت ٤٥].

عن عبد الله بن رُبَيِّعَة (١) قال: (قال لي ابن عباس: هل تدري ما قوله ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت ٤٥]؟ قال: قلت: نعم، قال: فما هو؟ قال: قلت ذكر الله بالقرآن حسن، وذكره بالصلاة حسن، وبالتسبيح والتكبير حسن، وأفضل من ذلك أن يذكر الرجل ربه عند المعصية فينحجز عنها. قال: لقد قلت قولًا عجبًا، وما هو كذلك، ولكن ذكرُ اللهِ إيَّاكم أكبرُ من ذِكرِكُم إيَّاه) (٢).

* تحليل الاستدراك:

ذهب عبد الله بن رُبَيِّعَة إلى أن المُراد بقوله تعالى ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت ٤٥]: ذكرُ الله عند المَحارم فيمتنع عنها (٣). وهذا مأخوذٌ من لفظ الآية وسياقها، فبعد أن ذكر في


(١) عبد الله بن رُبَيِّعَة ابن فرقد السلمي، مُختَلفٌ في صحبته. ينظر: الكاشف ٢/ ٨٥، والتقريب (ص: ٥٠٥).
(٢) أخرجه الثوري في تفسيره (ص: ٢٣٥) (٧٥٨)، وعبد الرزاق في تفسيره ٣/ ٩ (٢٢٥٦)، وآدم بن أبي إياس، كما في تفسير مجاهد ٢/ ٤٩٥، وابن جرير في تفسيره ٢٠/ ١٩٠ (٢١١٦١)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٣٠٦٧ (١٧٣٤٨)، والسمرقندي في تفسيره ٢/ ٥٣٩، والحاكم في مستدركه ٢/ ٤٤٤ (٣٥٣٨)، والبيهقي في الشعب ١/ ٤٤٩ (٦٧٤)، والواحدي في الوسيط ٣/ ٤٢٢، واللفظ له، وعزاه السيوطي في الدر ٦/ ٤١٢ للفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر. من طريق الثوري، ومسعر، وأبي الأحوص، وورقاء، وهُشَيم، وجرير، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، وعبد الله بن رُبَيِّعَة.
وإسناده صحيح لغيره، وصححه الحاكم. ورواية الكوفِيِّين «الثوري، ومسعر، وأبو الأحوص، وورقاء» عن عطاء قبل اختلاطه، وقد تابَعَ عطاءً مُطَرِّفُ بن طَريف، ومعاويةُ بن صالح. وتابعَ ابنَ عُبيد وابنَ رُبَيِّعةَ عطيةُ العوفي، وعليُّ ابن أبي طلحة، كما في كتاب الدعاء لابن فُضيل الضَبي (ص: ٢٧٧) (٩٨)، وتفسير ابن جرير ٢٠/ ١٩١ (٢١١٦٤)، وتفسير ابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٦٧ (١٧٣٥٠)، ورواياتهم مُختَصرة.
(٣) كما في بعض ألفاظ الرواية عند ابن جرير ٢٠/ ١٩٠ (٢١١٦١).

<<  <   >  >>