للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الحكم على الاستدراك:

فهمَت حفصة من هذه الآية أن: المُراد بالورود الدخول في النار مع التعذيب فيها (١)، ومَنشأُ هذا الغلط ذهابها إلى أن الورود دخول، ودخول النار يستلزم حصول العذاب، في حين أن من الورود دخول عبور لا يلزم منه حصول العذاب، وهو ما صَحَّ بيانه من النبي ، فوجب اتباعه والأخذ به، قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨): (وأمَّا الورود المذكور في قوله تعالى ﴿وَإِنْ مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا﴾ [مريم ٧١]، فقد فسَّرَه النبي في الحديث الصحيح؛ أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر (٢)، بأنه: المرور على الصراط، والصراط هو الجسر، فلابد من المرور عليه لكل من يدخل الجنة) (٣)، وقال النووي (ت: ٦٧٦): (والصحيح أن المراد بالورود في الآية المرور على الصراط، وهو جِسرٌ منصوبٌ على جهنم، فيقع فيها أهلها، وينجو الآخرون) (٤)، وقال أبو العباس القرطبي (ت: ٦٥٦) عن ذلك: (وهو الذي تعضده الأخبار الصحيحة، والنظر المستقيم) (٥).

واختاره ابن جرير (ت: ٣١٠) وقال: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: يَرِدُها الجميع ثم يصدر عنها المؤمنون فينجيهم الله، ويهوي فيها الكفار، وورودهموها هو ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله من مرورهم على الصراط المنصوب على متن جهنم) (٦)، وذَكَرَ الأدلة على ذلك، ومنها حديث الاستدراك،


(١) تلخيص كتاب الاستغاثة ٢/ ٦١٧.
(٢) / ٤١٥ (١٩١)، وفيه أنه سُئِلَ عن الورود فوصف جسرَ جهنَّم ومرور الناس عليه.
(٣) مجموع الفتاوى ٤/ ٢٧٩.
(٤) شرح النووي على مسلم ٦/ ٤٧.
(٥) المُفهِم ٦/ ٤٤٤.
(٦) جامع البيان ١٦/ ١٤١.

<<  <   >  >>