للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

به؛ ولِصِحَّتِه في العربية)، ثم ذكر قول سعد (١)، وذهب بعض العلماء إلى أن مُراد أبي العالية (ت: ٩٣) السهو الدائم لا النادر، (وذلك يُنبِئُنا عن التفات القلب عن احترام الصلاة، فيتوجه الذَّمُ إلى ذلك لا إلى السهو) (٢). فيكون تفسير أبي العالية على هذا من باب التفسير باللازم، وبما يؤول إليه الأمر.

* * *

[٥٤] ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ [الماعون ٧].

سأل رجلٌ (٣) ابنَ عمر عن الماعون، فقال: (هو المال الذي لا يؤدى حقه. فقال الرجل: فإن ابن مسعود يقول: هو المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم. قال: هو ما أقول لك). (٤)

* تحليل الاستدراك:

نقل الرجل السائلُ عن ابن مسعود تفسيره للماعون؛ وأنه: المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم. وقد جاءَ عنه مُفَسَّرًا من عِدَّة طرقٍ أنه: الفأس، والدَّلو، والقدر، ونحوه (٥). وهذا المعنى مُعتَمِدٌ على اللغة، وسليمٌ في السياق، بل إنه المعنى المشتهر بين الصحابة ، قال ابن مسعود : (كنا أصحاب محمد نتحدَّث أن الماعون:


(١) إعراب القرآن ٥/ ١٨٧.
(٢) زاد المسير (ص: ١٥٩٤).
(٣) هو أبو المغيرة علي بن ربيعة الوالبي، كما في رواية عبد الرزاق ٣/ ٤٦٤ (٣٧١٠).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٣/ ٤٦٤ (٣٧١٠، ٣٧١٢)، وابن جرير في تفسيره ٣٠/ ٤٠٧ (٢٩٤٧٥)، والطبراني في الكبير ٩/ ٢٠٧ (٩٠١٢)، وعزاه السيوطي في الدر ٨/ ٥٨٧ للفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر. من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والثوري، وشعبة، عن سلمة بن كُهَيل. وابن عيينة، عن سعيد بن عبيد الطائي، عن أبي المغيرة علي بن ربيعة.
وإسناده صحيح.
(٥) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤٠٧، ٤٠٩.

<<  <   >  >>