للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثالثًا: استدراكات التابعين

[٥٥] ﴿وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء ١١٩].

قال القاسم بن أبي بَزَّةَ (١): قال لي مجاهد: (سل عنها عكرمةَ: ﴿وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [النساء ١١٩])، فسألته، فقال: (الإخصاء)، قال مجاهد: (ما له لعنه الله! فوالله لقد علم أنه غير الإخصاء)، ثم قال لي: (سله)، فسألته، فقال عكرمة: (ألم تسمع إلى قول الله ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم ٣٠]؟ قال: لدين الله)، فحدثت به مجاهدًا، فقال: (ما له أخزاه الله!). (٢)

* تحليل الاستدراك:

ذهب عكرمة إلى أن تغيير خلق الله المذكور في الآية هو: الإخصاء. وهو معتمدٌ على لفظ الآية، فالإخصاء من تغيير خلق الله تعالى، ويقويه أنها نزلت في الإخصاء،


(١) القاسم بن أبي بَزَّةَ المخزومي مولاهم، أبو عبد الله المكي القارئ، ثقة، مات سنة (١١٥). ينظر: الكاسف ٢/ ٣٨٨، والتقريب (ص: ٧٩٠).
(٢) أخرجه الثوري في تفسيره (ص: ٩٧) (٢٢٦)، وعبد الرزاق في تفسيره ١/ ٤٧٨ (٦٤٠ - ٦٤١)، وفي مصنفه ٤/ ٤٥٧ (٨٤٤٥)، وآدم بن أبي إياس، كما في تفسير مجاهد ١/ ١٧٥، وسعيد بن منصور في سننه ٤/ ١٣٧٥ (٦٩٠)، وابن جرير في تفسيره ٥/ ٣٨٢ (٨٢٥٨ - ٨٢٦٠، ٨٢٦٤ - ٨٢٦٦)، والداني في المكتفى في الوقف والابتدا (ص: ٥٣)، والبيهقي في السنن ١٠/ ٢٥ (١٩٥٨٢)، وعزاه السيوطي في الدر ٢/ ٦٤٠ لعبد بن حميد، وابن المنذر.
من طريق وهب بن نافع، والمثنى بن الصباح، وعبد الجبار بن الورد، وابن جريج، عن القاسم بن أبي بَزَّة. ومن طريق ليث بن أبي سليم، ومطر الورَّاق، وقتادة، وحميد بن قيس الأعرج، عن عكرمة. ومن طريق ابن أبي نجيح، وليث بن أبي سليم، وعبد الله بن كثير، عن مجاهد.
وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>