للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ومن مسائل هذا الاستدراك]

أولًا: الاعتماد على دلالة السياق في تفاسير السلف.

ثانيًا: تنبُّه عون بن عبد الله (ت: ١٢٠) إلى دلالة السياق، ورجوعه إلى مُقتضاها، فقد كان من عادة السلف الرجوع عن أقوالهم إذا تبين لهم ما هو أولى منها، وهذه صورة مُشَرِّفة من ذلك.

* * *

[٥٨] ﴿فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ [مريم ٢٤].

قال قتادة: تلا الحسن هذه الآية وإلى جنبه حميد بن عبد الرحمن الحِميري (١)، قال: إن كان لَسَرِيًّا، وإن كان لَكَرِيمًا. فقال حميد: يا أبا سعيد، إنه الجدول. فقال الحسن: لم تزل تعجبنا مجالستك، ولكن غلبتنا عليك الأمراء. (٢)

* تحليل الاستدراك:

ذهب الحسن (ت: ١١٠) إلى أن معنى السَرِيّ في الآية: السيد الكريم. ومُعتَمَدُه في ذلك صحة هذا المعنى لُغَةً، ويؤَيدُه قراءة ﴿فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا﴾ [مريم ٢٤] (٣)، أي: عيسى . ثم لو كان المُراد النهر لَكَانَ إنما يكون إلى جنبها لا تحتها.


(١) حميد بن عبد الرحمن الحِميري البصري، ثقة فقيه، قال عنه ابن سيرين: (هو أفقه أهل البصرة). ينظر: الكاشف ١/ ٢٥٧، والتقريب (ص: ٢٧٥).
(٢) أخرجه البستي في تفسيره ١/ ١٨٦ (١٣١)، وابن جرير في تفسيره ١٦/ ٨٨ (١٧٨١٢)، وعزاه السيوطي في الدر ٥/ ٤٤٣ لعبد بن حميد. من طريق شعبة، عن قتادة، عن الحسن. وعند البستي من طريق سفيان بن عيينة، عن رجالٍ، عن الحسن. وهذا الإبهام مُبَيَّنٌ بعضه في طريق ابن جرير.
وإسناده صحيح.
(٣) وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وأبي بكر عن عاصم، ويعقوب. ينظر: المبسوط في القراءات العشر (ص: ٢٤٣)، والإقناع ٢/ ٦٩٦.

<<  <   >  >>