للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدلو، والفأس، والقدر، لا يُستَغنى عنهنّ) (١)، وفي لفظ: (كُنَّا نَعُدُّ الماعون على عهد رسول الله : عارِيَةَ الدَّلو والقِدر) (٢).

وذهب ابن عمر إلى أن الماعون: المال الذي لا يُؤَدى حقُّه، وفي لفظ: هي الزكاة. وهو معنى يعتمد على اللغة، ويؤيده السياق؛ فقبلها توَعُّدٌ بالويل لمن اتصف بهذه الصفات، ومنها منع الماعون، ولا يكون هذا الوعيد إلا على ترك واجب، وهو حق المال، كما أن الصلاة والزكاة قرينتان في كتاب الله كثيرًا، ومن شأن من فرَّطَ في الصلاة؛ فتركها، أو أخرها عن وقتها، أن يترك الزكاة من باب الأولى. وهذا المعنى للماعون هو الأشهر في الإسلام، بل نَصَّ جماعةٌ من أهلِ اللغة على أنه معنى الماعون في الإسلام. (٣)

* الحكم على الاستدراك:

كلا المعنيين السابقين صحيحٌ مشهورٌ في اللغةِ والشرع، قال أبو عبيدة (ت: ٢١٠) عن الماعون: (هو في الجاهلية: كُلُّ منفعَةٍ وعَطِيَّة، قال الأعشى (٤):

بأَجْوَدَ منهُ بِمَاعُونِه … إذَا ما سَمَاؤُهُمُ لَمْ تَغِمْ

والماعون في الإسلام: الطاعةُ والزكاة، قال الراعي (٥):


(١) جامع البيان ٣٠/ ٤٠٩ (٢٩٤٨٥).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه ٢/ ١٢٤ (١٦٥٧)، والنسائي في الكبرى ٦/ ٥٢٢ (١١٧٠١)، وإسناده صحيح، وصححه ابن حجر في الفتح ٨/ ٦٠٣.
(٣) كأبي عبيدة، وأبي عبيد، والمبرد، وثعلب، والزجاج، وابن عُزَيز السجستاني، والخطيب التبريزي. ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٣١٣، وياقوتة الصراط (ص: ٥٩٨)، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٦٨، ونزهة القلوب (ص: ٤١٦)، والكشف والبيان ١٠/ ٣٠٦، وشرح اختيارات المفضل ١/ ٢٦٦.
(٤) ينظر: ديوانه (ص: ٤٠٧).
(٥) عبيد بن حُصَين بن معاوية النُّمَيري، أبو جندل الراعي، لُقِّبَ به لكثرة وصفه الإبلَ وجودة نعته، شاعر فحل من شعراء الإسلام، عاصَرَ جريرًا وهاجاه. ينظر: طبقات فحول الشعراء ٢/ ٥٠٢، والشعر والشعراء (ص: ٢٤٨).
والبيت في ديوانه: (ص: ٢٢٩).

<<  <   >  >>