للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَّبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف ٢٠٣]. (١)

وحَمَلَ عبيدُ بن عمير (ت: ٦٨)، وعطاءٌ (ت: ١١٤) الأمرَ بالإنصات في الآية على أنه في الصلاة، واعتمدا في ذلك سببَ نزول الآية، فعن ابن مسعود، وأبي هريرة، وابن عباس ، أن بعضهم كانوا يتكلمون في الصلاة، ويُسَلِّم بعضهم على بعض، وربما قرأ بعضهم مع رسول الله حال قراءته في الصلاة، فنَزلت الآية في ذلك، وأُمِرُوا بالإنصات (٢). ويشهد له من السنة أحاديثُ كثيرةٌ منها قوله : (إذا قرأ الإمام فأنصتوا) (٣)، وإنكاره على من قرأ خلفه في صلاة جهر فيها، وقوله له: (إني أقول مالي أُنَازَعُ القرآن؟)، فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله . (٤)

* الحكم على الاستدراك:

احترام القرآن وتعظيمه، وعدم اللغو فيه، واجبٌ عند الجميع، وهو من مقتضيات الإيمان، والاستماع والإنصات لتلاوته مأمورٌ بهما كما هو ظاهرٌ من الآية، قال الزمخشري (ت: ٥٣٨): (ظاهره وجوب الاستماع والإنصات وقت قراءة القرآن، في صلاة وفي غير صلاة) (٥)، وذهب إلى هذا العموم الحسن (ت: ١١٠) في رواية، وأهل الظاهر (٦)، واختاره


(١) ينظر: البحر المحيط ٤/ ٤٤٨، والتحرير والتنوير ٩/ ٢٣٩.
(٢) ينظر: جامع البيان ٩/ ٢١٦، وأسباب النُّزول (ص: ٢٢٩).
(٣) أخرجه أحمد ٢/ ٣٧٦، ٤٢٠ (٨٨٧٦، ٩٤٢٨)، وأبو داود ١/ ١٦٥ (٦٠٤)، والنسائي ٢/ ١٤١ (٩٢١)، وابن ماجة ١/ ٢٧٦ (٨٤٦). وصححه أحمد، كما في التمهيد ٣/ ١٨١، ومسلم في صحيحه ٢/ ٩٣ (٦٣)، وينظر: تفسير ابن كثير ٤/ ١٥٣٥.
(٤) أخرجه مالك ١/ ٨٦ (١٩٣)، وأبو داود ١/ ٢١٨ (٨٢٦)، والترمذي ٢/ ١١٨ (٣١٢)، والنسائي ٢/ ١٤٠ (٩١٩)، وابن ماجة ١/ ٢٧٦ (٨٤٨)، وإسناده صحيح، وصححه أبو حاتم، كما في تفسير ابن كثير ٤/ ١٥٣٦.
(٥) الكشاف ٢/ ١٨٥، وينظر: أنوار التَّنْزيل ١/ ٣٧٤.
(٦) ينظر: تفسير ابن أبي حاتم ٥/ ١٦٤٧، والمحلى ٤/ ٧٣، والتفسير الكبير ١٥/ ٨٣، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٥٣٧.

<<  <   >  >>