للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في قومٍ مخصوصين من المؤمنين والكفار والمنافقين، تقصيرٌ ظاهرٌ منهم، وهضمٌ لتلك العمومات المقصود عمومها، وكأن الغلط في ذلك إنما عرض من جهة أن أقوامًا في عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه قالوا أقوالًا وفعلوا أفعالًا في الخير والشر، فنَزلت بسبب الفريقين آياتٌ حمد اللهُ فيها المحسنين وأثنى عليهم، ووعدهم جزيل ثوابه، وذَمَّ المسيئين ووعدهم وبيل عقابه. فعمَدَ كثيرٌ من المفسرين إلى تلك العمومات فنسبوها إلى أولئك الأشخاص وقالوا: إنهم المعنيون بها) (١).

وجمهور المفسرين على أن الآيةَ عامَّة في المنافقين وغيرهم، قال ابن كثير (ت: ٧٧٤): (وهذا الذي قاله القرظي حسنٌ صحيحٌ) (٢)، وقال الرازي (ت: ٦٠٤): (وهو اختيار أكثر المحققين من المفسرين) (٣).

* * *

[٦٦] ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ﴾ [آل عمران ١٩٣].

قال محمد بن كعب القرظي: ليس كل الناس سمع النبي ، ولكن المنادي: القرآن. (٤)


(١) الصواعق المرسلة ٢/ ٧٠٠ بتصرُّف.
(٢) تفسير ابن كثير ٢/ ٥٢٣.
(٣) التفسير الكبير ٥/ ١٦٨، وينظر: بحر العلوم ١/ ١٩٦، وتفسير القرآن العزيز ١/ ٢١٣، وأحكام القرآن، لابن العربي ١/ ١٩١، والمحرر الوجيز ١/ ٢٧٩.
(٤) أخرجه الثوري في تفسيره (ص: ٨٣) (١٧٣)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص: ٢٤) (١٨)، وابن جرير في تفسيره ٤/ ٢٨٠ (٦٦٦٤)، وابن المنذر في تفسيره ٢/ ٥٣٦ (١٢٧٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٤٢ (٤٦٦٢)، وعزاه السيوطي في الدر ٢/ ٣٨٣ لعبد بن حميد، والخطيب في المتفق والمفترق. من طُرُق عن موسى بن عبيدة، عن القرظي.
وإسناده ضعيف.

<<  <   >  >>