للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• المبحث الأول: مَعْنَى "الاسْتِدْرَاك".

احتوى مصطلح "استدراكات السلف في التفسير" مفرداتٍ عِدَّةً، يحسن الوقوف على معانيها قبل تركيبها؛ لتكون مدخلًا مُوَضِّحًا للمعنى الإضافي المُرَكَّب لهذا المصطلح.

فأصل كلمة "اسْتِدْرَاك" بعد تجريدها من الزوائد: "دَرَكَ"، قال ابن فارس (١) (ت: ٣٩٥): (الدال والراء والكاف أصلٌ واحد وهو: لحوق الشيء بالشيء ووصُوله إليه، يُقال: أدركت الشيء أُدركه إدراكًا .. ، ويقال: أَدرَك الغلام والجارية إذا بلغا، وتدارك القوم: لحق آخرُهم أوَّلَهم) (٢)، ووزنُ "اسْتِدْرَاك": "اسْتِفْعَال" يفيد معنى الطلب، وتستخدم في المعاني، قال الزمخشري (٣) (ت: ٥٣٨): (وتدارك خطأ الرأي بالصواب واستدركه، واستدرك عليه قوله) (٤)، وفي المعجم الوسيط: (تدارك الشيء بالشيء: أتبعه به، يقال: تدارك الخطأ بالصواب والذنب بالتوبة .. ، واستدرك عليه القولَ: أصلحَ خطأهُ، أو أكمل نقصَه، أو أزال عنه لَبْسًا) (٥).


(١) أحمد بن فارس بن زكريّا، أبو الحسين الرازي، أحد أئمة اللغة، صَنَّف «الصاحبي في فقه اللغة»، و «مقاييس اللغة» وغيرها، توفي سنة (٣٩٥). ينظر: السير ١٧/ ١٠٣، وبغية الوعاة ١/ ٣٥٢.
(٢) مقاييس اللغة ١/ ٤٠٤، وينظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ١٠٧.
(٣) محمود بن عمر الزمخشري، أبو القاسم، جار الله، إمام في اللغة والنحو والأدب، صَنَّف «الكشاف»، رأسٌ في الاعتزال، توفي سنة (٥٣٨). ينظر: السير ٢٠/ ١٥١، وبغية الوعاة ٢/ ٢٧٩.
(٤) أساس البلاغة ١/ ٢٨٥، وينظر: القاموس المحيط (ص: ٨٤٤)، والموسوعة الفقهية الكويتية ٣/ ٢٦٩.
(٥) المعجم الوسيط ١/ ٢٨١، وينظر: بصائر ذوي التمييز ٢/ ٥٩٤.

<<  <   >  >>