للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقعها على النفس، ويمتلئ القلب منها خشيةً وخوفًا، أو راحةً وأُنسًا، بحسب معناها وسياقها. وقد تكرر هذا عنهم كثيرًا في غيرما آيةٍ وموقف (١). وإن من واجب المُفَسِّر إحياءُ هذا الفقه في نفوس الناس، وإنزال النفوس من الآيات منازلها التي أنزلها منها صحابةُ رسول الله ؛ ليجد التالي منها ما وجدوه، فيمتثلها عن صِحَّة فهم، وصِدق اعتقاد، كما كان حالهم . (٢)

* * *

[١٩] ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب ٣٣].

عن ابن عباس : (أن عمر بن الخطاب قال له: أرأيت قول الله لأزواج النبي ﴿وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ [الأحزاب ٣٣]، هل كانت إلا واحدة؟ فقال ابن عباس: وهل كانت من أولى إلا ولها آخرة؟ فقال عمر: لله دَرُّكَ يا ابن عباس كيف قلت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هل كانت من أولى إلا ولها آخرة؟ قال: فأتِ بتصديق ما تقول من كتاب الله. قال: نعم، ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ [الحج ٧٨] كما جاهدتم أول مرة، قال عمر: فمَن أُمِرَ بالجهاد؟ قال: قبيلتان من قريش: مخزومًا وعبد شمس. فقال عمر: صدقت) (٣).


(١) ينظر: الاستدراكات (١، ٣، ١٣، ١٥، ٣٩، ٤١، ٤٢)، وتفسير ابن كثير ٣/ ١٠٢٤، والدر ٢/ ٦٤٧.
(٢) ينظر: الصواعق المرسلة ٢/ ٧٠٠.
(٣) أخرجه ابن وهب في تفسيره ٢/ ٤٦ (٨١)، وابن سَلاَّم في تفسيره ٢/ ٧١٦، وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص: ١٧٨)، والبستي في تفسيره ٢/ ١٢٥ (٣٠١)، وابن جرير في تفسيره ٢٢/ ٨ (٢١٧٢٤)، وابن أبي حاتم في تفسيره كما ذكره ابن حجر في الفتح ٨/ ٣٧٩، وعزاه السيوطي في الدر ٦/ ٥٣٠ لابن المنذر، وابن مردويه. من طريق ثور بن زيد الدِّيلِي، عن عكرمة، عن ابن عباس . وعند ابن وهب وابن جرير: عن ثور بن زيد عن ابن عباس. بدون ذكر عكرمة، فرُبَّما أسقطه بعض الرواة، ونقل ابن حجر في التهذيب ١/ ٢٧٦ عن ابن البَرْقِي: (أن مالكًا ترك ذكر عكرمة بين ابن عباسٍ وثور). وينظر: التمهيد ٢/ ٢٦. وربما أرسله ثور عن ابن عباس، وواسطته فيه عكرمة كما عُلِم، قال بشر بن عمر الزهراني: قلت لمالك بن أنس: لقي ثورُ بن زيد ابنَ عباس؟ فقال: لا، لم يلقه. جامع التحصيل ١/ ١٥٣.
وعند ابن سَلاَّم: عن الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزري، عن ابن عباس. مُرسلًا مُختصرًا.
وعند ابن جرير: عن ابن وهب، عن ابن زيد، عن سليمان بن بلال، عن ثور، به. وقد أخرجه ابن وهب عن سليمان بن بلال مباشرة، فلعلَّه أخرجه من طريقين، أو زِيدَ ابنُ زَيدٍ في طريق ابن جرير؛ فإنه أخرجه في تفسيره في موضع آخر بنفس الإسناد دون ذكر ابن زيد. ينظر: جامع البيان ١٧/ ٢٦٧ (١٩٢٠١).
وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>