للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا أُبَيّ بن كعب عن النبي : (إن موسى قام في بني إسرائيل خطيبًا … ) الحديث. (١)

* تحليل الاستدراك:

ذهب نوفٌ إلى أن "موسى" في هذه الآيات ليس النبيَّ صاحبَ بني إسرائيل، وإنما هو: موسى بن ميشا بن يوسف بن يعقوب، قال ابن إسحاق (٢) (ت: ١٥٠): (وكان نبيًّا في بني إسرائيل قبل موسى بن عمران، ويزعم أهلُ الكتاب أنه الذي صَحِبَ الخَضِر) (٣)، فهذا قول أهلِ الكتاب، نقله نوفٌ، عن كعبِ الأحبار، عنهم (٤). فهذا مُعتَمَدُه في التعيين؛ أخبار أهل الكتاب. (٥)

ورَدَّ ابنُ عباس هذا القول وكَذَّبَه، واستندَ في إبطاله إلى نَصِّ حديث رسول الله ، وفيه تحديدُ موسى، وأنه نبي بني إسرائيل ، وهذا ظاهر القرآن، إذ ليس في القرآن موسى غيرَ واحد، هو نبي الله ابن عمران ، ولو كان من في هذه الآية غيرَه لَبَيَّنه النص. (٦)

* الحكم على الاستدراك:

نَصُّ السنة، وظاهر القرآن، ومُقتَضى التاريخ (٧) يدل على أن موسى صاحب


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ١/ ٢٦٣ (كتاب ٣ - العلم، باب ٤٤ - ما يُستَحَبُّ للعالم إذا سُئِلَ أيُّ الناس أعلم؟ فيَكِلُ العلمَ إلى الله، برقم: ١٢٢)، و مسلم في صحيحه ٥/ ٥١٨ (كتاب ٤٣ - الفضائل، باب ٤٦ - من فضائل الخضر ، برقم: ٢٣٨٠).
(٢) محمد بن إسحاق بن يسار المدني، أبو بكر المُطَّلبي مولاهم، إمام السيرة، الأخباري الحافظ، صَنَّف: السيرة النبوية، ومات سنة (١٥٠). ينظر: السير ٧/ ٣٣، وتهذيب التهذيب ٣/ ٥٠٤.
(٣) النكت والعيون ٣/ ٣٢١، وفتح الباري ٨/ ٢٦٥، وينظر: تاريخ الأمم والملوك ١/ ٢١٩.
(٤) كما في رواية ابن جرير في تفسيره ١٥/ ٣٤٦ (١٧٤٩٤).
(٥) ينظر: التفسير الكبير ٢١/ ١٢٢، وروح المعاني ١٥/ ٣٩٠، وهو رأي عبيد بن تِعلَى أيضًا، كما في تفسير البستي ١/ ١٤٣.
(٦) ينظر: المحرر الوجيز ٣/ ٥٢٧، والتفسير الكبير ٢١/ ١٢٢.
(٧) ينظر: المحرر الوجيز ٣/ ٥٢٧، والبداية والنهاية ١/ ٢٦٠.

<<  <   >  >>