للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

دون التحقق من صحته، ومن ضعف المعاني الأخرى وتأخرها في الاعتبار. والتعجل في مثل هذا المقام يُضَيِّقُ مجال الاحتمالات الواردة، ويعمد بالمفسر إلى المُتبادر من المعاني التي لم تأخذ حظها من التحرير.

* * *

[٥٢] ﴿فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ [المدثر ٥١].

عن أبي جَمرَةَ (١) قال: قلت لابن عباس: القسورة الأسد؟ فقال: (ما أعلمه بلُغةِ أحدٍ من العربِ الأسدَ، هم: عُصبَةُ الرجال) (٢).

* تحليل الاستدراك:

ذَكَرَ السائلُ للقسورةِ في الآية معنى: الأسد. وهو معنىً صحيح لُغةً (٣)، ويصح به سياق الآية، فإن الله ذكرَ حُمُرًا مُمْعِنةً في الهرب والفرار، وهذا حالها حين تَفِرُّ من الأسد.


(١) نصر بن عمران بن عصام الضُّبَعي، أبو جمرة البصري، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، مات سنة (١٢٨). ينظر: الكاشف ٣/ ٢٠٢، والتقريب (ص: ١٠٠٠).
وقد رُسِمَت في بعض المراجع بالحاء (حمزة)، ونَصَّ ابن الجوزي في زاد المسير (ص: ١٤٩١) على أنه: نصر بن عمران الضبعي، وكُنيَتُه مشهورة بالجيم (جمرة)، وهو في الدر ٨/ ٣١٣ كذلك، وينظر: الإكمال، لابن ماكولا ٢/ ٥٠٦.
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢٩/ ٢١١ (٢٧٥٠٩)، والثعلبي في تفسيره ١٠/ ٧٨، وعزاه ابن حجر في الفتح ٨/ ٥٤٤ لسعيد بن منصور، والسيوطي في الدر ٨/ ٣١٣ لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. من طريق شعبة، عن أبي جَمرَة نصر بن عمران.
وإسناده صحيح. وله متابعات عن عطاء ومجاهد، أخرجها ابن وهب في تفسيره ١/ ١٠ (١٦)، من طريق مسلمة بن علي الخُشَني، وأسانيدها ضعيفة.
(٣) ينظر: مقاييس اللغة ٢/ ٤٠١، وجمهرة اللغة ٢/ ١١٧٩، والصحاح ٢/ ٧٩١.

<<  <   >  >>